الفروسية النسائية: يشكل هذا المصطلح جدلاً في المملكة ما بين مؤيد ومعارض وينحصر هذا المفهوم في الماضي على ممارسة المرأة للألعاب الفروسية وسأناقش هذا الموضوع من زاوية أخرى وهو الاستثمار النسائي في صناعة الفروسية السعودية فالفروسية لا تنحصر في الرياضة فقط بل تمتد لتشكل عامل اقتصادي مهم يساهم في نمو الاقتصاد الوطني ويساهم في إيجاد فرص عمل للمرأة وهناك ثلاثة محاور رئيسة سأتطرق لها.
المحور الأول: هو الجانب الشرعي والمحور الثاني هو الجانب القانوني والمحور الثالث الجانب الاقتصادي.
1- الجانب الشرعي: حفلت الشريعة الإسلامية بالعديد من النصوص الشرعية التي تدعو إلى حب الخيل واقتنائها قال تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (سورة آل عمران 14).
وجاء في السنة النبوية المطهرة عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) رواه البخاري. ومن القواعد الشرعية المهمة التي يجب الوقوف أمامها هي قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ورد الشرع بتحريمه ووفقاً لهذه القاعدة لا يوجد ما يمنع شرعاً من عمل المرأة في عالم صناعة الفروسية وقد تحدث الفقهاء عن إباحة عمل المرأة خارج منزلها وفقاً للضوابط الشرعية والتي من أهمها التزام الحجاب الشرعي وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب وأن يكون هذا العمل متوافقاً مع طبيعتها البشرية وقد حفل التاريخ الإسلامي بالعديد من النساء اللاتي كانت لهن علاقة بالخيل والحرب ومنهن الصحابية الجليلة أم عمارة نسيبة بنت كعب التي قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد وقطعت يدها يوم اليمامة وهي المرأة الوحيدة التي شاركت في حروب الردة ومنهن كذلك الفارسة خولة بنت الأزور التي جلجلت في صفوف الروم على صهوة جوادها وكذلك الملكة شجرة الدر التي تولت ملك مصر في عهد المماليك وساهمت في دحر الحملات الصليبية، كل هذه النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية وما أثر عن التاريخ الإسلامي تؤكد علاقة المرأة بالخيل.
- المحور القانوني: سوف أحاول إدراج أهم النصوص القانونية التي تساهم في نظامية مشاركة المرأة في صناعة الفروسية بشكل خاص وإتاحة فرص العمل للمرأة بصفة عامة ومن ذلك ما نصت عليه المادة الرابعة والخمسين من لوائح السباقات لعام (1436 - 1437هـ) الصادرة عن نادي الفروسية السعودي، حيث عرفت مالك الخيل بأنه (أي شخص أو شركة أو شراكة يكون الجواد مسجل تحت اسمها وطبقاً لهذه اللائحة يسمح بتسجيل الملاك الذين تنطبق عليهم الفئات التالية:
1 - المواطنون السعوديون.
2 - المقيمون في المملكة بموجب إقامة نظامية.
3 - أن لا يقل العمر عن 30 سنة.
4 - الشركات والمؤسسات القائمة بموجب سجل تجاري.
وأخيراً نص قرار مجلس الوزراء رقم (120) وتاريخ 11 /3 /1424هـ على الجهات الحكومية التي تصدر تراخيص لمزاولة الأنشطة الاقتصادية كل في مجال اختصاصه استقبال طلبات النساء لاستخراج التراخيص اللازمة وإصدارها وفقاً للأنظمة والضوابط الشرعية.
وباستقراء هذه النصوص النظامية نجد أنها تضمن استخدام مصطلح الشخص وهذا المصطلح يشمل الرجل والمرأة دون تحديد جنس بعينه مما يترتب عليه نظامية دخول المرأة في صناعة الفروسية.
- سعد المرشدي