الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه والشكر لله وحده من قبل ومن بعد:
في صبيحة يوم الخميس 29 من شهر جماد الثاني حدث أقض مضجعي وزاد جرحي وجدد حزني على أمي
فقد مات خالي
مات عضيد أمي
مات من كان يواسيني فيها ويحكي لي قصصا عن بطولات صبرها وبرها باخوتها ولم أجد اليوم من يمسح دمعتي لفقدك ياخالي فجعت برحيل عبدالعزيز ناصر التركي عن مرض ألم به طيلة ثلاثة أشهر ونيف فاجعة مرضة ايقضت مضاجع المحبين له من قريب أو بعيد صغيرهم وكبيرهم وكل منهم من ولعه به انفض لأخذ سبب من الأسباب لبرء وجعه فهذا لهث بالدعاء متضرعا لله عزوجل أن يشفيه ويبرد عليه حرارة الألم.
و ذاك يحضر عشبا من خبير الأعشاب لتخفيف آهاته ولقي حتفه وهو في طريقه من الدمام إليه في الرياض حاملا الأعشاب بين يديه (رحمك الله يا أبا منصور)
وآخر من يتصدق عنه مرارا وتكرارا وقبلهم من كفل يتيما بنية برءه مما ألم به من عضال المرض
وكانت في المقدمة زوجته الفذة الشخصية النادرة بكل ماتعنيه الكلمة (أم ناصر)التي ناضلت في أخذ جميع الأسباب لشفائه وتوخي جميع جوانب الخطر لاستعادة مناعة بدنه صابرة متبسمة راضية بمقدور الله.
بدأت صحته تتلاشى شيئا فشيئا ورغم مرارة الألم إلا أن حسن الظن بالله رفيقا لمحيا أبي ناصر وأم ناصر رفيقي الدرب عاش أبو ناصر في طفولته بعد فقد أبويه في بيت ابن خالته الشيخ فراج العقلا رحمهما الله وكفله الاخير كفلا عزيزا ترعرع كما يترعرع الوحيد المدلل ونال علما ومنصبا إلى أن أصبح مرموقا كنجم متلألئ في سماء ليل صافية،
وزاد معه برا وصلة وتواضعا وكان يشتد بره في المكلوم والضعيف من قرابته فكان شديد الحرص على أن يبقى كل فرد من أفراد أسرته عزيزا.
ومما يزيد الأمر حيرة والعقل دهشة أنه حتى في آخر لحظات حياته يتفقد المكلوم من أقاربه وكانت وصيته سعادتي في فرحة أختي (أم وائل) لا أنسى رسالته التي كتبها بأنامله لأخي(أبي رياض)التي يتفقد فيه حالها ومازالت رسالته في قلبي قبل عقلي. لا أنسى زياراته المتوالية لنا لتفقد حال أخته وبناتها.
لاأنسى فرحة أمي (أم خالد) رحمها الله في قرب موعد زياراته
الحمدلله الذي لم يجعل أمي تذوق فجعا بشقيقها عبدالعزيز كما فجعت بعبدالكريم وإبراهيم بعد فقد أبويها
اللهم اجمع أمي بأخوانها السابقين عبدالكريم وإبراهيم ولاحقهم عبدالعزيز واجمعنا معهم ووالديهم ووالدينا في فردوسك الأعلى
بعض الناس فرقاه بشرى
وبعضهم لاغاب صار ذكرى
وفراق أمي وخالي عبدالعزيز جرح لاولن يبرأ
رحمك الله يا أمي
رحمك الله يا خالي
رحمك الله يا غالي على قلبي وقلوب الجميع
رحمك الله يا عزيز أسرتنا
رحمك الله يا عزوة والدتي في حياتها وعزوتنا بعد مماتها
أم صالح المطوع - الأحساء
- ابنة اختك / أمل عبدالعزيز منصور التركي