ولاء حواري
تقف أمامي وأمام جمعٍ كبيرٍ من الناس.. على منصةٍ مرتفعة تَحمِل أحلامها .. شابة عربية الملامح والسمات وإن كانت لغتها الانجليزية تلقي ببعض الشك على عربيتها.
تتحدث «ريم» بطلاقة وجرأة وثقة بالنفس ومعرفة مفوّهة عن الكثير من رجال مروا بذاكرتي لحظتها وشغلوا مواقع حيوية .
«ريم» في معرض جايتكس ، أحد أكبر معارض الاتصالات والتقنية العالمية في دبي.. تفوقت وتميزت وعكست صورة إيجابية عن المرأة عموما والمرأة العربية خصوصا والمرأة الخليجية بشكل أكثر تخصيصاً -وليس خصوصيةً !-
ليست «ريم» عملة نادرة في أرض البخور والبترول هنا أيضاً فتيات يضاهين «ريم» قدرة وإن كنّ يقفن على حياد التقدم بسبب التهميش المجتمعي! لكن ربما كانت أكثر حظاً .. فطاقاتها وجدت مسارا لا حدود له -ومنذ نعومة أظافرها- خلقَهُ لها مجتمع يؤمن بلاحدودية قدرات نصفه الثاني ويسعى لأن يوظّفها لتدفع معه عجلة تنميةٍ حقيقية .. لا افتراضية!
لكن الحقيقة أننا لو نبذنا االسوداوية التي تصبغ بها -بعض-العادات ، نظرتنا للمستقبل لرأينا أكثر من «ريم» تتبرعم في خصوبةِ أجواءٍ لا تملك إلاّ أن تنفتح على رخمِ مستقبلٍ قادم.
في ملتقى للشباب في الرياض خلال العام الماضي رأيتها فعلا.. رأيت أكثر من «ريم».. ورأيت تلك الطاقة وذلك الحضور والكم الكبير من الإقبال النهِم على المعرفة يشع من تواجدها.. رأيتها تخطو بثقة وهدوء ودون أن تقرع طبول حربٍ ما -عشوائية- على موروثاتها.. بل تستظل بظلِها وتجعل منها درعاً يحمي ارتحالها نحو ذلك المستقبل.. الموعود.