عبد الكريم الجاسر
أعترف أنني محبط جداً وليس لدي أي رغبة في الكتابة عن الأوضاع الهلالية الحالية.. حتى والفريق يخرج من البطولة الثانية على التوالي خلال خمسة أيام والثالثة (في الطريق) آسيوياً.. فقد كشفت الأيام الماضية أن الأوضاع الهلالية كافة سواء على صعيد الفريق أو صناع القرار محبطة ومحبطة جداً في ظل السلبية التامة والفرجة على فريق يعيش انحداراً رهيباً في مستواه خلال الشهرين الماضيين حتى باتت الهزائم والخسائر ليست كافية لتحريك شعرة في رأس الهلاليين لتعديل أوضاع فريقهم وإعادته للطريق الصحيح ودراسة أوضاعه وتعديلها.. ثلاث خسائر متتالية يتلقاها الفريق ولا حياة لمن تنادي، الأموركما هي وكل يحاول النفاذ بجلده ورمي المسؤولية على الآخرين.. (!!) فحتى مدرب الفريق وهو يمارس العبث الفني في كل مباراة توقع أن لقاء الأهلي الماضي هو الأخير له مدربا للهلال لأنه يدرك حجم وفداحة ما عمله، فكان تصريحه في المؤتمر الصحفي وداعياً لكن توقعاته باءت بالفشل فالجماعة في واد آخر وحساباتهم مختلفة تماماً وطريقة تفكيرهم أبعد ما تكون عن البحث عن تعديل الأوضاع وتصحيح المسار وممارسة دورهم ومسؤوليتهم بشجاعة ورغبة حقيقية في خدمة الزعيم والعمل على بقائه بطلاً أو على الأقل الحفاظ على هيبته ورفض سقوطه المذل بهذه الطريقة التي شاهدناها في المباريات الثلاث الأخيرة.
لقد أصابني الذهول وأنا أرى هذا الصمت المطبق حول الهلال وأوضاعه المتردية.. فالفريق في آخر شهرين يترنح وكاد أن يودع المنافسة مبكراً لكنه ينجو في كل لقاء ويستمر وتستمر الأوضاع المتردية دون أي استشعار للوضع أو العمل على علاجه أياً كان العلاج متى عرف السبب، لكن النتائج باتت هي المقياس الوقتي للمشجع والمسؤول وصاحب القرار ولذلك استمرت الآمال والطموحات حتى السقوط المدوي والذي بدوره هو الآخر لم يغير من الأمر شيئاً وأصبحت الخسارة مقبولة والانتصار للذات أهم من انتصار الهلال والسعي لمصلحته..
لقد كانت الخسارة فيما مضى ناقوس خطر وأمراً لا يمكن قبوله مهما كانت الظروف وكان حدوثها أمراً مرفوضاً في قاموس الهلاليين مهما كانت الأسباب.. ومن هنا تسيد الهلال الساحة وأصبح زعيماً للكرة السعودية.. لكن الأوضاع اليوم مختلفة تماماً فالأسئلة التي تدور في ذهن المشجع الهلالي لم تجد أي إجابة ولن تجدها طالما ليست مصلحة الهلال هي الأولى حتى وإن تعارضت مع قرارات شخصية اتخذها كائناً من كان.. ولذلك أقول: إن هناك عدة أسئلة أتمنى الإجابة عنها بشكل مباشر:
لماذا الفريق في انحدار مخيف في مستواه خلال الشهرين الماضيين دون أن تحرك الإدارة ساكناً؟!
لماذا استمر الجهاز الفني رغم الخسائر والعبث الفني الذي يقوم به في كل مباراة وسط مباركة أصحاب القرار؟!
هل الخسائر الأخيرة جاءت بسبب غياب دعم أعضاء الشرف (!!)؟! وهل حدثت الخسارتان أمام الأهلي بسبب الديون المتراكمة (!!)؟!
ما هو دور إدارة النادي في علاج الوضع المتدهور خلال الفترة الماضية ومن منعها من اتخاذ أي قرارات تراها لتدارك الوضع؟!
هل مسؤولية قيادة النادي والتعامل مع أوضاعه الخاصة بالفريق الكروي الأول من مسؤولية الإدارة أم أعضاء الشرف؟! ومن المسؤول أمام الجماهير عن العمل المقدم في الفريق؟!
هل وضع الفريق خلال الفترة الماضية كان مرضياً.. ولماذا تترك الأموركما هي ويتم التعامل معها بسلبية مطلقة رغم وضوح خطورة الوضع وأن الفريق مرشح للخروج من كل البطولات دون تدخل إداري مطلوب؟!
على أية حال الأزمات هي من تكشف الأمور وتوضح القرارات الصحيحة من غيرها ولذلك أقول: إن الأزمة الهلالية الأخيرة والخروج المرير من الدوري وكأس الملك كانت اختباراً كشف الكثير من العقول والتوجهات والأهداف.. فهناك من حاول بعثرة الأوراق وتحويل الأمور لمصلحته، وهناك من حاول توجيه الدفة نحو أهداف خاصة يريد تحقيقها وهناك طرح لتصفية الحسابات وتحويل الأمور لانتقادات شخصية وأهداف ومصالح خاصة، ولذلك أتمنى أن تعي الجماهير الهلالية ذلك وأن تقطع الطريق على كل من يحاول تدمير النادي إدارة ولاعبين وأعضاء شرف عبر انتقادات قاسية بعيدة عن الواقع.. فالهلال فعلاً في أزمة لكن علاجها يكون بالنقد البناء والتحليل والتشخيص الصحيح والبحث عن المصلحة العامة، أما تحول الأمور إلى جحيم يطال كل من له علاقة بالنادي، فهذا تدمير لا يمكن القبول به، فالزعيم لازال هو زعيما وسيد الكرة السعودية الآسيوية وسيبقى كذلك بإذن الله.
لمسات
** خلال مقالاتي في هذا المكان خلال شهر مضى وحتى اليوم وأنا أتحدث عن التفريط وأحذر من الوضع المتردي للفريق ولكن..؟!
***
** أخطاء كارثية ارتكبها اليوناني دونيس مرت مرور الكرام، وهاهو يواصل العبث حتى اليوم وحتى إن فاز فإنه يبقى سبباً مباشراً في الحال الذي وصل إليه الهلال حالياً.
***
** سعود كريري يكتب السطر الأخير في مشواره مع الهلال عبر البطاقات الحمراء.. وللأسف رغم طرده في اللقاء الحاسم في جدة.. يعود مرة أخرى ويقود الفريق في الرياض ليطرد مرة أخرى وبنفس الطريقة.. فعلاً الأمور ضائعة داخل الفريق!
***
** دونيس لا يتحمل ما يحدث للهلال لأن هذه هي إمكاناته وقدراته.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. لكن المسؤولية على من أبقاه وسمح له بكل ما يفعل.. بغض النظر عن الأسباب!
***
** استحق النصر الفوز على الاتحاد والوصول للنهائي والعودة مجدداً للمنافسة على البطولات وهذا يحسب للإدارة النصراوية التي استمرت في المحاولة والمحاولة لتعديل الأوضاع حتى نجحت أخيراً.