«الجزيرة» - وكالات:
أشارت أحدث الِأبحاث العلمية إلى أهمية الِاستحمام في البحر والجلوس على شاطئه للتخلص من الِأمراض، ويشير الِأطباء إلى أن ملح البحر له مفعول تنظيفي هائل، إضافة إلى فوائد عديدة على البشرة جعلت من أعشابه وطينه مصادر أساسية لكثير من مستحضرات التجميل.
وأثبتت الِأبحاث العلمية الحديثة أهمية الِإستحمام في البحر للتخلص من الِإجهاد والِإكتئاب والِأرق والتوتر العصبي الزائد، ويوفر الاستحمام في البحر للجسد ضغطاً يؤثر في استعادته حيويته ونشاطه.
كما أن الجلوس على شاطئ البحر ومتابعة منظره يحسن الحالة النفسية, مما يعجل بشفاء الِأمراض العضوية بسبب العلِاقة الوثيقة بين الحالة النفسية ومناعة الجسم لمختلف الامراض النفسية هذا على مستوى، أما على مستوى آخر فإن الجلوس للبحر يوفر للإنسان مع ما نعيشه اليوم، في العصر الحديث السريع، نفقد الهدوء والسكينة فيأتي شاطئ البحر بلونه وبعده اللانهائي ليسمح لنا للاسترخاء والحصول على الهدوء نفسي، وبنسمة الهواء نحصل على الانتعاش.
ويذهب البعض للربط بين الإنسان والبحر، متناولاً تلك المشابهة بين العالمين من نواحي عدة ليجعل من صفاتهما مشتركات متعددة وانطلاقًا من كل هذا جسّد البحر، بالنسبة للإنسان، صورة واضحة عن علاقته هو بالكون. وبما أن الكون يحتوي على الكثير من الغموض والأسرار، صار البحر أيضًا انعكاسًا لهذا الغموض وهذه الأسرار، وبالتالي، وجد الإنسان شبهًا كبيرًا بينه وبين البحر فخلق بالتالي تواصلاً وثيقًا معه طالما أن الشبه سبب أساسي للتلاقي.
أما اكتشاف عمق البحر فلا يختلف عن اكتشاف الإنسان لأخيه الإنسان. فعندما يتجاوز الفرد صراعاته وأحقاده ويتوقّف عن مقاتلة الآخر ويغوص داخله يكتشف جوهره وقيمته، تمامًا كالبحر الذي يكشف الغوص فيه عن ثرواته الدفينة. والحديث عن البحر يتجاوزه إلى الحديث إلى البحر فقد ظل الإنسان منذ أمد بعيد يقترب من البحر يبثه همومه ويجد في اتساعه وصمته ملجأ، فكثر حديث الشعراء إلى البحر والشكوى إليه.