في عام 1319هـ قام موحد هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله باسترجاع ملك آبائه وأجداده وفتح الرياض ولم يمض عشر سنوات إلا وقد استرجع الكثير من مناطق المملكة ، وهنا بدأت عبقريته ونظرته المستقبلية لحال الوطن والمواطن.
وأول مابدأ فيه هو مشروع توطين البادية حيث أمر بإنشاء أول هجرة لتوطين البادية وهي الأرطاوية عام 1330هـ، واستمر هذا المشروع لعدة سنوات تحول فيها البادية إلى السكن والتحضر.
وكانت أهداف هذا المشروع الجبار عديدة منها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية و وقد تحققت هذه الأهداف شكل كامل مما انعكس أثره على قيمة هذا المجتمع فيما بعد.
وعندما أكمل الملك الموحد يرحمه الله توحيد المملكه عام 1344هـ، كان المجتمع بشكل عام يعاني من الفقر والجهل وهذا مما دعى الموحد لإطلاق رؤيته للمستقبل ، فأستقدم العلماء والخبراء من خارج البلاد، واستدعى أبناء الوطن المتعلمون والذين يقيمون خارج الوطن للمساعدة في مشروعه الجديد وهي للنهوض بالوطن ، ومما قام به:
- إعداد أول ميزانية للدولة عام 1344هـ.
- إنشاء المعهد العلمي السعودي عام 1345هـ.
- إنشاء مجلس الشورى عام 1346هـ.
- إنشاء وزارة الخارجية عام 1349هـ.
- إنشاء وزارة الداخلية عام 1350هـ.
- افتتح عدد كبير من المدارس النظامية عام 1356هـ.
- إنشاء مدرسة تحضير البعثات عام 1356هـ.
- أدخل البرق والهاتف للبلاد عام 1356هـ.
- إنشاء وزارة الدفاع عام 1356هـ.
وكانت هذه الانطلاقة الجبارة نقلة نوعية وحضارية وعلمية للمجتمع السعودي حيث نقلته هذه المشاريع إلى مصاف الدول سريعة النمو.
ولم يكن هذا المشروع ليتحقق إلا بفضل الله ثم بهمّة رجل استثنائي عبقري صاحب رؤية مستقبلية عظيمة، وقد تحقق له ما يريد من إقامة دولة حضارية متقدمة.
والآن التاريخ يعيد نفسه وابنه البار خادم الحرمين الشريفين الملك سمان بن عبدالعزيز يحفظه الله يطلق رؤيته اللجديدة لمستقبل الوطن (الرؤية السعودية 2030).
والتي استفتح بها يحفظه الله حديثه الضافي في مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي 18 رجب 1437هـ الموافق 25 أبريل 2016هـ، حول هذه الرؤية من منطلق موقع المملكة ومكانتها في العالم حيث شدد على أن هذه الدولة قامت على أساس التمسك بأهداب الدين الحنيف حيث إن أرضنا هي مهبط الوحي ومهد الرسالة وشدّد الملك على الحرص القوي على الثوابت الراسخة ومنها تنطلق هذه الرؤية التطويرية التنموية الشاملة التي تسعى لتحقيقها الحكومة الرشيدة لينعم الشعب بالأمن والأمان والتقدم المقرون بالعيش الرغيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمات يحفظه الله وبمساندة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ومعاضدة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والذي قام يحفظه الله بشرح كامل وواضح شفاف حول رؤية 2030 ، ذاكراً خلال المقابلة مكامن القوة التي تعتمد عليها هذه الرؤية من موقع فريد للمملكة وعمق إسلامي وعربي ووجود الأماكن المقدسة والسياحة الدينية والترفيهية والاقتصادية ثم تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد.
وتعتمد هذه الرؤية على ثلاث محاور هي: (المجتمع الحيوي، والإقتصاد المزدهر والوطن الطموح)
وإن هذه الرؤية سوف تولد الكثير من فرص العمل المستقبلية لأبناء وبنات هذا الوطن.
إن هذه الرؤية واضحة كل الوضوح لأبناء الوطن وغيرهم من خارج الوطن.
وفي يقيني أن هذه الرؤية التي يقف خلفها رجل ذكي موهوب ذو خلفية علمية وفكرية راقية وتجربة وخبرة سوف تحقق أهدافها بإذن الله، فصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تكلم كلام الواثق من نفسه والمدعم بالإحصاءات لتحقيق الأهداف المخطط لها بإذن الله.
وعلى المواطن دور مهم وحيوي وهو الوقوف مع الخطة والتعاون الجاد لإنجازها كلٌ بقدر استطاعته وجهده، وأن نكون أيادٍ تبني لا معاول تهدم.
إنني كمواطن أشعر بالفخر والزهو والاطمئنان على مستقبل هذا الوطن العالي بوجود هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين يقفون خلف هذه الرؤية وعلى رأسهم سمو الأمير محمد بن سلمان فهو الرجل المناسب في المكان والوقت المناسب كذلك، والجميع على يقين ثابت بأنه سوف يبذل قصارى جهده لإنجاز هذه الرؤية في الوقت المحدد لها، ويتطلعون لخطط أخرى أجمل وأكبر بإذن الله..
وختاماً له من الجميع صادق الدعاء بأن يعينه ويسدد بالتوفيق خطاه ويمدّد له بالصبر والقوة مقرونة بالصحة وطول العمر.
- د. محمد الصالح العبدالله العريني
Mo.aloraini@gmail.com