من منا لم يتابع قفزة المغامر النمساوي فيليكس باوم غارتنر، من إرتفاع 39 ألف متر، و ذلك ليخترق حاجز الصوت اختراقاً قياسياً؟!
من منا لم يتمنَ أن يكون هو فيليكس، خاصة أولئك الذين يعشقون المغامرة!
أحد المهايطية، لفت نظره كاميرتي وبحثي عن مادة صحفية، فاستوقفني. قال لي:
- ما عرفتني؟!
أجبته:
- والله إني مشبه عليك.
رد علي:
- أنا فيليكس، أنت خابره؟! اللي نقز من الكبسولة ما ودك تسوي معي حوار؟!
أخذته على قد عقله، وبدأت معه الحوار مباشرة:
سيكون ضيفنا اليوم هو فيليكس، و سندخل معه في حوار حول تفاصيل الرحلة، و حول ما حققه من إنجازات من خلال قفزته التاريخية.
السؤال الأول الذي يتبادر الى أذهان الجميع: لماذا وافقت على هذه مغامرة القفز في كبسولة فضائية من ارتفاع 39 ألف متر ؟!
- قال من حدّك على المر، قال اللي أمر منه.
*لم أفهم! ماذا تقصد؟!
- إسأل وزير العمل.
كنت تبحث عن عمل على إرتفاع 39 ألف متر؟!
- عندك مكان ثان، عادي أروح له.
وهل وجدت فرصاً للعمل في الفضاء؟!
-تبغى الصراحة، لقيت خريجي الكليات و المعاهد الصحية عايمين بدون جاذبية في الفضاء، خفت.
وهل صحيح إنك سمعت أصواتاً في الفضاء الخارجي؟!
-يا رجّال، هذا صدى صراخ المعلمات العاطلات، وصل إلى فوق.
قبل القفزة، لماذا تأخرت؟! هل كنت خائفاً؟!
-بل كنت أحدّث بياناتي في موقع حافز. على الأرض موقعهم بطيء و لا يَشْبك، كيف على ارتفاع 39 ألف متر؟!
ما مشكلة حافز بالضبط؟! هل لك أن تخبرنا؟!
-مشكلتهم ببساطة، إن الدولة وضعتهم لتحفيز العاطلين عن العمل لكي يجدوا فرصاً وظيفية، بس هم فهموا الموضوع بالعكس. صاروا يحفزون مؤسسات وشركات القطاع الخاص لكي يغلقوا الفرص في وجوهنا!
وما الحل في رأيك؟!
-الحل أن يختاروا وزير عمل عاطل.
ما الذي كان يؤرقك أكثر و أنت تسقط الى الأرض بسرعة 1200 كلم في الساعة؟!
- وش يؤرق السعودي و هو مسرع؟! نايف الهزازي مثلاً؟! أكيد كاميرات ساهر؟! يا أخي هذولا ما أدري كيف يجيبون الأفكار! حاطين كاميرات في مركبات فضائية طول القفزة!
أهذا كل ما كان يؤرقك؟!
-فيه شي أهم. كنت كل ما أقرّب للأرض، تسيل سعابيلي.
الإهتزاز هو السبب؟!
-أي إهتزاز؟! الأراضي اللي كنت أشوفها هي السبب. أراضي على مد البصر، و مع ذلك المتر الواحد وصل عندنا خمس الآف ريال.
ما هو في رأيك أهم إنجاز لك في هذه المغامرة؟!
-تبي الصدق، المعلنون هم اللي أكلوها باردة مبردة، و أنا و أشكالي طلعنا من المولد بلا ورق عنب.