في لغتنا العربية نقول ابتدعه أي اخترعه على غير مثال سابق, ويقول بارتلت: إن الإبداع هو «تفكير مغامر يتميز بترك الطريق المرسوم مسبقاً, والتخلص من القوالب المصاغة, والإقبال على التجربة, وإتاحة الفرصة للشيء لكي يؤدي إلى غيره». وفصولنا الدراسية تحتاج إلى نقلة نوعية من التعليم التقليدي إلى التعليم الإبداعي, وتعلم طريقة التفكير الناقد؛ ولا يكون ذلك إلا بتضييق الفجوة بين المفاهيم النظرية والممارسات العملية.
فكل معلم نجده يضع في مقدمة أولوياته مهمة قدرة الطلاب على التفكير هدفاً تربوياً لا يحيد عنه, إلا أنه يصطدم بالواقع عند التطبيق؛ لأن نظامنا التعليمي من خلال مناهجنا نادراً ما يهيئ للطلاب فرصاً ينطلقون منها نحو مهمات تعليمية نابعة من فضولهم, أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم.
وعلينا كتربويين كسر جدار المألوف والخروج عنه, وعدم الركون للمعوقات التي تعترض طريقنا, وذلك من خلال تنمية الإبداع لدى طلابنا, وداخل فصولنا الدراسية, وتعزيز أفكارهم, والاحتفاء بها, واحترام الرأي والرأي الآخر, وإعطاء الحرية للأفكار الغريبة وغير المألوفة, وعدم تسفيههم, والتسرع في الحكم على تقييم الأفكار, والبعد عن النمطية المحددة للتفكير, كل هذا يحقق بيئة تعليمية آمنة تجعلهم يخرجون مكنونات صدورهم.
فبعض الألفاظ التحفيزية قد توقد شرارة الإبداع, وتفجر طاقات الطلاب, كقول المعلم لطلابه: أحب هذه الفكرة, وفكرة رائعة, وكيف يمكنك إقناع الآخرين بها؟, فنجده يشجعهم ويحثهم على المزيد من طرح الأفكار والرؤى والحلول للمشكلات التي تعترضهم.
والمعلم المبتكر المبدع ينوع أساليبه التدريسية, وإستراتيجياته التعليمية, وخاصة الأسلوب القصصي المشوق للطلاب, وقدح الفكر (العصف الذهني), وتنمية القدرة على حل المشكلات, والاستقصاء, واستخدام الأسئلة المفتوحة, كقوله: ماذا يحدث لو؟ وماذا سينتج إذا؟ ما تخيلاتك لحل هذه المشكلة؟, فيكون الفصل الدراسي مركزاً للعمليات, وتعلم المهارات, وإنتاج المعرفة, وتطبيقاً لأثر التعلم, ومحرراً لدافعية الطلاب, وملهماً لهم في اتخاذ القرارات.
ولتحقق مناهجنا ما سبق وتحقق هدف الإبداع بوصفه مطلباً رئيساً لنا في شتى المجالات, فلا بد أن يوجد لدى طلابنا وفي فصولنا الدراسية: الأصالة, والشجاعة, والمرونة, والفضول, والخيال, والتحدي.
ومن خلال فصولنا الإبداعية التي يتم تعهدها بالتدريب والممارسة تكون العقول المبدعة التي تنهض بالمجتمع, وتجعله يتبوأ مكانه اللائق بين سائر المجتمعات.
- مشرف اللغة العربية - إدارة تعليم شقراء