الكل يشهد بالجهود الكبيرة التي تقودها وزارة الشؤون الاجتماعية بقيادة معالي الوزير الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي - سلمه الله - وبالدعم الكبير التي توليه قيادتنا الرشيدة - أعزها الله - في جميع الجوانب خصوصاً التي تهم حياة ورفاهية المواطن والنظرة الخاصة للجانب الإنساني التي حثّ عليها ديننا الإسلامي الحنيف بالاهتمام بالضعفاء والمساكين، وبهذا أتقدم لمعاليه عبر هذا المنبر بجزيل الشكر والتقدير لجهوده الموفقة والمباركة في إعادة الترتيبات اللازمة في الفترات الأخيرة لمعالجة الحالات المحتاجة والفقراء والقضاء على أساليب المتلاعبين في أموال هؤلاء خصوصاً من يستلمون أموالاً من الدولة - أعزها الله - وهم لا يستحقونها ولم يكونوا من الأصناف الثمانية الذين تحل لهم الزكاة وغيرها من الجهود المباركة، وما زلنا نطمع بالمزيد.. وفقهم الله لكل خير وتسديد.
لدي عدد من المقترحات السريعة في سبيل المساهمة مع هذه الوزارة التي بدأت تنفض غبار الكسل (إن صح التعبير) بوضع الأنظمة الصارمة والتنسيق مع الوزارات ذات العلاقة في البحث الحقيقي للمستحقين لهذه الإعانات، ولوقوفي على عدد من المنازل والأسر الفقيرة جداً، ولا يسألون الناس ويسكنون بيوتاً في وسط الرياض متهالكة ومناطق المملكة الأخرى وبعضها طينية ولديهم عدد من الأبناء وحالاتهم بائسة جداً، وكما ذكر الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ}.. الآية.
ولمشاهدتي لهؤلاء ميدانياً بين فترة وأخرى ومنازل وأحياء لا يعلمها إلا الله أود أن أوضح لمعاليه الكريم لما لمسناه من حرص وتحرٍ وعمل جاد في سبيل البحث عن المستحق الحقيقي بعض الملاحظات من وجهة نظري الشخصية والتي تساهم في رفع وتطوير بعض الأنظمة بالوزارة بهذا الخصوص وتساعد في إيصال المحتاج الحقيقي للمساعدات وهي كالتالي:
1 - يجب فتح مكاتب للوزارة في الأحياء الشعبية والفقيرة وفتح ملفات لكل منزل محتاج للمتابعة الميدانية والمستمرة.
2 - تصنيف الفقراء إلى فئات حسب الحالة والحاجة وتصنف بخطوط أهمية كمثال الخط الأحمر من لا يملك سكناً ولا وظيفة ولديه أبناء فهذا يجب معالجة وضعه عاجلاً وإعطاؤه الأولوية في الضمان الاجتماعي والصدقات من جمعيات البر ثم مساعدته في البحث له عن وظيفة إن كان مستطيعاً للعمل أو لأحد أفراد أسرته ثم يليه الخط الأصفر من لديه وظيفة لا تغطي احتياجات أسرته من الأبناء والبنات والمنزل المستأجر ثم الخط الأزرق من لديه عائلة كبيرة وراتبه أقل من خمسة آلاف ريال وهكذا للتصنيفات تكون بالأولوية حسب الحاجة الماسة.
3 - أهمية الزيارات الميدانية والمفاجئة لمعرفة الحالات على الطبيعة ويكون هناك باحثون وباحثات على أرض الواقع مع الاستعانة بأئمة المساجد والمؤذنين في هذه الأحياء حتى يتم القضاء على المتلاعبين ويكون مستوى معيشتهم الفعلي ما يشاهد على الطبيعة بهذه الزيارات غير المجدولة لإثبات الحقيقة على أرض الواقع.
4 - فتح مراكز لمكافحة التسول في الرياض والمدن الكبيرة لا تقل عن ثلاثة شمالاً - شرقاً - جنوباً لمعالجة وضع المتسولين ودراسة مدى حاجتهم الحقيقية وسرعة معالجتها ومحاسبة من يقوم بالنصب أو الاحتيال وتسليمه لجهات الاختصاص ولسهولة الوصول للمحتاج الحقيقي ومعالجة وضعه.
5 - الاهتمام بالأطفال وشباب الأحياء الشعبية خصوصاً لحمايتهم من الانحراف بسبب العوز والحاجة والفراغ بفتح مراكز رياضية على مدار اليوم وأنشطة ثقافية واجتماعية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وبالتنسيق مع إمارة المنطقة.
6- إعطاء دورات مكثفة للباحثين والباحثات في الوزارة والمكاتب التابعة لها مع تكثيف الجانب الشرعي بالاهتمام ببحث الحالات بجد واجتهاد فهم محاسبون أمام الله ثم أمام ولاة الأمر والمسؤولين بالوزارة، فيجب الاهتمام بهذا الجانب الهام للحرص على العمل الجاد في هذا الجانب الإنساني مع المتابعة والمحاسبة.
7 - التنسيق مع جمعيات البر والجمعيات الأخرى وبين المحسنين من المواطنين لإيصال المساعدات العينية لهم أو إعطائهم عناوين المحتاجين ويكون هناك دليل مطبوع بالحالات وبدرجات الألوان المذكورة أعلاه ودرجة الحاجة وبالإشراف والمتابعة من قبل الوزارة.
8 - تكليف موظفين من إدارة المتابعة أو الجهات ذات العلاقة في الوزارة بمتابعة الباحثين والباحثات ميدانياً ومكتبياً إن صح التعبير وضبط ذلك في محاضر ورقية وعلى الموقع الإلكتروني للوزارة يومياً أو أسبوعياً لجدية المعالجة لهذا الموضوع وإثبات التقارير الميدانية أسبوعياً عن طريق الحاسب الآلي.
9 - إعطاء إعانة مقطوعة عاجلة للحالات الإنسانية العاجلة وللظروف الصحية الضرورية بحسب لجنة تكونها الوزارة حيال هذا الموضوع ومتابعة تعليم الأبناء والبنات لأهمية العلم للنهوض بهذه الأسر من عواقب الجهل وتأثير ذلك على الأبناء وأجيالهم القادمة وعلى الوطن بصفة عامة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم لتزويد الوزارة بالتقارير عن هؤلاء الطلاب والطالبات ومعالجة ما يعيق مواصلة تعليمهم والاهتمام بالمتميزين من هؤلاء.
10 - تطبيق التأمين الصحي لهذه الفئة مهم جداً فالتعليم والصحة مطلبان رئيسان.
11 - تكثيف الدورات المهارية لشباب هذه الأحياء مع إيجاد الحوافز التشجيعية للمشاركات المتميزة وإعطاء الأولوية في الوظائف وغيرها للمتميزين لبعث روح الجدية والتنافس الجاد بينهم ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع وللنهوض بهذه البيئة تعليمياً وصحياً وأمنياً وثقافياً ليكونوا لبنات صالحة في الوطن.
12 - التنسيق مع بنك التسليف والمعاهد الفنية والكليات التقنية والمصانع والشركات الوطنية والجهات الداعمة ذات العلاقة بتوظيف هؤلاء في الورش الفنية والمصانع مع إعطائهم دورات مكثفة في الأعمال الحرفية واليدوية كالسباكة والكهرباء والحدادة والمتميز منهم يضمن له وظيفة في القطاع الخاص ويكون تحت التجربة لمدة عامين، ومن يثبت نجاحه وتفوقه يُعطى قرض لفتح محل حسب تخصصه ونجاحه في حرفته بعد أخذ الضمانات اللازمة مع دعم 50% من قيمة القرض عند التسديد ويكون على عدة سنوات ومتابعة من الجهات ذات العلاقة سواء الأمانات أو البلديات أو وزارة التجارة والغرف التجارية وبشرط عدم الاستعانة بعمالة أجنبية في هذه المحلات والاستعانة بمواطنين من نفس التخصص فقط.
13 - تقوم الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص باستئجار عدد من المحلات في هذه الأحياء الشعبية أو في أماكن أخرى في مجال الحرف اليدوية كمثال الحلاقين وتعيين عدد منهم ومن يثبت نجاحه يُسلم له الموقع بإيجار رمزي كدعم من الدولة - أعزها الله - ثم تدريجياً لمدة خمس أو عشر سنوات وينتهي هذا الدعم بعد ما يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع مع المتابعة الجادة والمستمرة من قِبل مكاتب الوزارة أو تكليف شركة من القطاع الخاص تتابع تنفيذ وجدية هذا الموضوع على أرض الواقع بإشراف مباشر من الوزارة لإثبات جدية إحلال الوظائف الحرفية للمواطنين، وينطبق ذلك على محلات تصليح الأجهزة والمكيفات والورش الفنية ومحلات الخياطة والمطاعم وغيرها، مما يتطلب العمل باليد مع التنسيق مع الأمانات ووزارة العمل والجهات ذات العلاقة مع وضع الشروط الصارمة بعدم الاستعانة بالعمالة الأجنبية لتوطين الحرف اليدوية والمتابعة الجادة والمحاسبة الصارمة مع إصدار التقارير الشهرية من قِبل الشركة المتابعة لهذا المشروع الهام ومتابعة وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة العمل ووزارة التجارة والبلديات والكليات التقنية والمعاهد الفنية ووزارة التخطيط والجهات الأخرى ذات العلاقة في تنفيذ هذا الموضوع.
14 - تكثيف دورات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في هذه الأحياء والمراكز الرياضية وفتح المدارس للجنسين في الفترة المسائية وفي إجازات المدارس ووضع الحوافز اللازمة والجوائز التشجيعية.
15 - هناك أمراض خصوصاً الجلدية تنشأ في بعض هذه الأسر الفقيرة، وقد شاهدنا ذلك بسبب سوء النظافة وكثافة الأطفال والمنازل المتهالكة والغرف الصغيرة غير الأمراض التي لا تتضح إلا بالفحوصات الطبية فيجب الاهتمام بهذا الجانب وبالرفع للمقام السامي الكريم حيال التنسيق مع الوزارات المختصة بشرط أن تكون وزارة الشؤون الاجتماعية الطرف الرئيس في هذا الجانب لاختصاصها الاجتماعي وتخصصها في هذا الجانب لبحث هذه الحالات ومتابعتهم في جميع الجوانب.
16 - الاهتمام بالجانب الإنساني والنفسي لكبار السن على وجه العموم، وليس في الأحياء المذكورة فقط بحكم مسمى وزارة الشؤون (الاجتماعية) بتهيئة أماكن للاجتماعات اليومية في الأحياء والاستعانة بعمالة المساجد أو عمالة المدارس بعد التنسيق بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التعليم لتهيئة وتنظيف هذه الأماكن وعمل المشروبات من شاي وقهوة وخلافه ليكون مقراً واجتماعاً لهؤلاء الآباء مراعاة لحالتهم النفسية بعد التقدم بالعمر ويكون من ضمن الترابط الاجتماعي في الأحياء وما كفله له ديننا الحنيف.
17 - إنشاء شقق سكنية في وسط هذه الأحياء الشعبية من عدة أدوار سواءً من قِبل الوزارة أو وزارة الإسكان أو الجمعيات الخيرية والمحسنين مع وضع الحراسات اللازمة عليها بحيث يكون إسكاناً عاجلاً لمن يقيم في منازل آيلة للسقوط وتكون بمبالغ رمزية والتنسيق مع وزارة الإسكان والبلديات والجهات ذات العلاقة وإعطاء أولوية أيضاً للحالات المحددة في الفقرات السابقة حسب مستوى الحالة.
شاكراً ومقدراً جهودكم المباركة والموفقة، ولنا الأمل الكبير في هذه الوزارة بقيادة معالي الوزير - سلمه الله - ومنسوبي الوزارة المخلصين بإكمال المسيرة التي بدأتموها في إعادة عمليات الإصلاح والتطوير بإعطاء أهل الحقوق والمحتاجين بحق وحقيقة ووصول المساعدات والبرامج الهادفة لهم في أماكنهم بدون عناء البحث، ومن لا يسأل الناس إلحافاً وحسب توجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - في هذا الجانب على وجه الخصوص.
بارك الله في جهود المخلصين، وحفظ الله وطننا الطاهر والقيادة الرشيدة - أعزهم الله ووفقهم- وشعبها المخلص الكريم لكل خير ورفعة وتسديد.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.