اليوم تحل الذكرى الثالثة لمقتل والدي، محمد سليم، بصورة بشعة على يد أحد الإرهابيين من جماعة النازيين الجدد المعادين للإسلام، المدان أيضاً بتفجير عدد من المساجد في بريطانيا ويدعى بافلو لابشين.
هذا القاتل يقضي الآن عقوبة السجن 40 عامًا بسبب قتله لوالدي، بالإضافة إلى تفجيره لثلاثة مساجد أخرى في منطقة ويست ميدلاند ببريطانيا، وكلها أعمال إرهابية أدين هذا القاتل بموجب قوانينها وحكم عليه بالسجن.
ولكن حتى اليوم فإن وسائل الإعلام والشرطة والحكومة لم تعامل بافلو كما يمكن أن يعاملوه لو كان هذا الإرهابي مسلمًا.
ومنذ رحيل أبي أصبحتُ ناشطة أدعو إلى حملات ضد العنصرية والإسلاموفوبيا، وكان لدي فرصة أن يتم دعوتي للحديث في العديد من المحافل المرموقة، ولكن من المناسب أن أقول أيضًا إنني لم أؤت فرصة في مؤتمرات كبرى مثل تلك التي يحضرها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي تبدو رسالته مختلفة تمامًا عما أعتقده بشأن الضحايا المسلمين وقضايا الاندماج.
كاميرون يلوم المرأة المسلمة التي لا تتعلم الإنجليزية بحجة أنها تفتقر إلى الفرص والمساواة داخل عائلتها، كما أنه هدد بعبارات مستترة بأن أولئك اللاتي يطلبن مد تأشيرة إقامتهن ربما يتم ترحيلهن إذا لم يتعلمن الإنجليزية.
إن سياساته تقوي العنصرية المؤسسية في المجتمع البريطاني، إنه يلقي بمزيد من الزيت على لهيب الإسلاموفوبيا التي تشتعل عبر العالم الآن. كما أنه يلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بالمرشح من حزب المحافظين على منصب عمدة لندن زاك جولدسميث، الذي تعرض لانتقادات بسبب حملته ضد صادق خان منافسه على المنصب، بالإشارة إليه على أنه «أصولي» وأن لديه علاقات بأشخاص لديهم «رؤى متطرفة».
داخل عائلتنا لا نزال نعاني من أجل التأقلم على فقداننا المأسوي لأبينا، إننا مسلمون ونحن ضحايا الإرهاب، وبالطبع نحن لا نساوي كل البيض ببافلو لابشين، ولكننا سئمنا من معاملتنا على أننا إرهابيون محتملون في أعين الكثير من البريطانيين البيض أنفسهم.
إن القتل الوحشي لأبي ربما يكون حالة من حالات كثيرة، ولكن من المهم أن نهتم بحالات قتل المسلمين، بكل واحد منهم، ونقاوم إغراء التعامي عن ذلك. إن المسلمين يعانون من تفرقة متزايدة في حياتهم اليومية على أيدي قطاعات من الإعلام وعبر سياسات الحكومة ذاتها.
يجب علينا جميعًا أن نتحد لكي نستمر في مواجهة ذلك المد من الإسلاموفوبيا الذي سيستمر في تدمير حياة عائلات مثل عائلتنا، حتى نضع جميعًا حدًا لذلك.
- ماذا سالم