د.عبدالعزيز الجار الله
لكل دولة فهمها الجغرافي الذي تنطلق منه، والجزيرة العربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي واليمن تحت تأثير موقعها المتمثل في كونها نهاية اليابسة بالنسبة إلى أوروبا وغرب آسيا, فخلف اليمن وعمان مياه بحار ومحيطات: بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي والمحيط الأطلسي. جعل منها نهايات اليابسة لغرب آسيا, وشكل الضلع الجنوبي لها ضلع يابسة عمان واليمن المرتكز التي تقوم عليه الجزيرة العربية بجميع دولها.
لذلك قد يكون أفضل فهم جغرافي وتخطيطي للمملكة هي المحاور الطولية التي تنطلق من الأساس من يابسة شواطئ بحر العرب وبحر عمان, لكن هناك عدة آراء قوية ترتبط بالمظاهر الطبيعية للأرض والتاريخ الحضاري ومصادر الطاقة والمرتكزات الاقتصادية لها تأثيرها في التوجهات الاستراتيجية بالتحول الوطني 2030:
الرأي الأول الاتجاه من الجنوب إلى الشمال وهذا يتفق مع النظريات الحضارية التاريخية التي تقوم على انتقال الحضارة والهجرات العربية القديمة من اليمن وعمان مروراً بأراضي السعودية اليوم ثم التوجه شرقاً للعراق والوسط لبلاد الشام وغرباً للشمال الإفريقي.
الرأي الثاني يقول إن الفهم الأفضل للمملكة هو الاتجاه من الغرب إلى الشرق حسب ميل أرض الجزيرة العربية إلى الشرق, ووجود العامل الديني مكة المكرمة والمدينة المنورة قبلة الصلاة ومشاعر الحج والعمرة وزيارة المسجدين, إضافة إلى النظريات التي تقول إن الحضارة انتقلت من شرقي إفريقيا إلى الجزيرة العربية عبر جزر ومضائق البحر الأحمر.
الرأي الثالث الاتجاه من الشرق إلى الغرب بسبب نشأة الحضارة الأولى على سواحل الخليج العربي, وبسبب آبار النفط على الساحل الشرقي للمملكة.
الرأي الرابع فهم المملكة من الشمال إلى الجنوب كون مصدر حضارة الجزيرة العربية المياه النهرية شمال الجزيرة من بلاد النهرين وبلاد الهلال الخصيب سورية والعراق.
لكن المملكة لها تقسيم محوري يجمع ما بين الجنوب والشمال وبين الغرب والشرق هو على النحو التالي: البحر الأحمر, ثم سهل تهامة, يليها المرتفعات الغربية (جبال الحجاز), ثم الهضاب الوسطى, يليها قوس الرمال, ثم السهل الساحلي الشرقي, أخيراً الخليج العربي. وبالتالي المملكة تنطلق من قاعدة عريضة شمال اليمن وعمان وغربي الإمارات حتى الحدود الكويتية والعراقية والأردنية شمالاً, تقسم على ثلاثة محاور حسب القيمة الاقتصادية على النحو التالي:
المحور الشرقي: نفط وغاز.
المحور الأوسط: نفط ومعادن ثمينة.
المحور الثالث: معادن صلبة ونفط وغاز.
إذن المملكة لديها أكثر من محور ومرتكز اقتصادي بمعنى أنها عملت خلال (80) سنة على محور واحد النفط ولم تحرك الوسط والغرب, فقد تكون الرؤية السعودية الجديدة تعيد اكتشاف الوسط والغرب اقتصادياً.