«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
قال وزير الشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي النملة إنه عمل منذ صغره بالبيع والشراء وخدمة الناس، مشيرا أن العمل التطوعي جزء من حياته، ففي طفولته إبان دراسته بالمرحلة الابتدائية قام بمعية زملائه بتنظيف شارع «الريل» من شرقه إلى غربه رغم أنه يعج بالأوساخ ومخلفات الورش هناك، وفي جامعة الإمام تطوع في إدارة المكتبات، وعند دراسته الجامعية في أمريكا كان يحضر القهوة لتقديمها للطلاب على مختلف مشاربهم، الأمر الذي رسّخ لديه مفهوم التطوع مبكرا، جاء ذلك خلال جلسة منتدى الرياض للعمل التطوعي بمشاركة الشيخ ناصر القطامي إمام جامع الملك عبدالله بالمحمدية وفيصل المغيليث المدير العام لجمعية إنسان للأيتام
وقال النملة المراد بالعمل التطوعي هو النفع المادي أو المعنوي الذي يقدمه الإنسان لغيره، من دون أن يأخذ عليه مقابلا ماديا، ولكن ليحقق هدفا خاصا له أكبر من المقابل المادي، وقد يكون عند بعض الناس الحصول على الثناء والشهرة، أو نحو ذلك من أغراض الدنيا، وتابع، العمل التطوعي هو عمل خيري، ويستطيع الشخص بذل أدنى جهد لخدمة مجتمعه، ووجوه التطوع متعددة لانهاية لها، محذرا من الأشخاص الذين يتميزون بالحدة في أطباعهم، أو الذين لديهم حماس زائد بعدم التطوع أمام الجمهور حتى لايقع العكس، مقدما نصيحته لهذه الفئة بالعمل في مواقع خلفية في نفس المجال لكن دون الاحتكاك بالجمهور.
وقدم الضيف الآخرالشيخ ناصر القطامي الأمين العام للاتحاد العالمي لقراء القرآن الكريم أشكال التطوع من منظوره الشرعي قائلا: التطوع مكون أساسي من مكونات الدولة، وحتى رؤية المملكة 2030 استندت على القطاع الثالث في مساعدة الدولة، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أكد على أن القطاع الغير ربحي مكون أساسي.
وفي إجابته على سؤال عن دور منابر الجمعة في نشر ثقافة التطوع، قال بالفعل هناك قصور في شحذ همم الناس، ومنبر الجمعة من أهم المنصات الإعلامية والاجتماعية وتجد قبولا عند الناس، وربما القصور بسبب جهل بعض الخطباء في بعض الأمور البسيطة التي ممكن أن تخدم المجتمع، مشيرا أن التطوع يعزز مكانة المجتمع ويزيد خبراته.
من جانبه روى المدير العام لجمعية «إنسان» للأيتام فيصل المغيليث القصة التطوعية التي نقلت «إنسان» من شقة صغيرة يعمل بها 10 موظفين عام 1419 هـ إلى 17 فرعا في منطقة الرياض و450 موظفا وموظفة يرعون 43 ألف يتيم ويتيمة وأرملة، وأوقاف تدر مواردها على الجمعية التي أنفقت في عام 2015 وحده 364 مليون ريال.
وأبان أن الجمعية تبنت استقطاب المتطوعين ووفرت فرص العمل، وأقامت مجموعة من الفعاليات التحفيزية التي تحث الناس على التطوع، واستحدثت فرعا في جائزة «إنسان» لتكريم المتميزين سنويا، وخدمة الراغبين في التطوع عبر بوابة إلكترونية في الجمعية، كاشفا عن نماذج مضيئة من العمل التطوعي مثل وقف «إنسان» بالزلفي ويستهدف إيرادا سنويا نحو 4 مليون ريال، وتطبيق «إنسان» عبر الجوال، واللجان الاستشارية بمحافظتي الخرج والأفلاج.