ما حدث للهلال خلال الأسبوع الفائت، أمر غير طبيعي إطلاقاً، ففريق كان ينافس خلال 60 عاماً، هي عمره في الملاعب، على كل البطولات، المحلية والخليجية والعربية والآسيوية، وحصد منها 57 بطولة حتى الآن، ست منها هي الأعلى على مستوى قارته، يأتي لينهار خلال خمسة أيام، ويخسر مباراتين من نفس الفريق، تكلفه الخروج من بطولتين! والخسارة الثانية جاءت نسخة كربونية (طبق الأصل) للأولى، فالفريق يضغط، ويتقدم في الشوط الأول بهدف، ثم يسلم المباراة في الثاني، ويخسر بثلاثة! وكريري يطرد في المباراتين، وشراحيلي يستقبل نفس الأهداف السهلة، وكواك بقدرة قادر تحول إلى مهاجم، كل هذا بالتأكيد غير طبيعي ومحير، ومن الصعب أن نحمل المدرب، كامل المسؤولية، عن هذا الانهيار، بالرغم من أخطائه الكارثية، وتخبطاته التي أصبحت جلية حتى لحاملي الكور في الملعب، فالمشكلات بدأت تمزق جسد الفريق من كل جهة، والجميع مسؤول عن هذه الانتكاسة، فالمشكلات المالية، هي إحدى أكبر المعيقات التي ساهمت في إضعاف الفريق، وما يدلل على هذا، هو تراجع الاتحاد والشباب والنصر، والذين يشتركون مع الهلال في نفس المشكلة، وقدموا معه على قروض من البنوك، وتقدم الأهلي لوحده من بينهم، وتحقيقه للدوري، والمنافسة على كأس الملك، لأنه يعيش استقراراً مادياً، تأتي المسؤولية بعد ذلك على مدير الكرة، فالعقوبات التي حصلت على الفريق، في بعض المباريات، جراء تأخره في تسليم الكشوفات، وتأخر اللاعبين عن النزول إلى أرض الملعب، وتصرفات سالم الدوسري والعابد، وطرد كريري في مباراتين خلال خمسة أيام، وطرد ديقاو في الأوقات الحاسمة، ثلاث مرات، في نفس الموسم، ولمسات الفرج، طوال الموسم، حتى والفريق خاسر، واستعراض الحارس شراحيلي الدائم، وما قام به الشمراني وتقديم مصلحته الشخصية على مصلحة الفريق، وتعنت المدرب معه في المقابل، وغيرها كثير، أشياء يسأل عنها المفرج وحده! أما اللاعبون فهم مزاجيون، ولا يظهر عليهم الرغبة في تحمل المسؤولية، واهتمامهم بمظهرهم الخارجي، يأتي أولاً وقبل كل شيء، وأداؤهم يميل إلى الاستعراض أكثر من خدمة الفريق، وأضاعوا الكثير من المباريات السهلة التي كانت في متناول أيديهم، وروحهم غائبة تماماً في الكثير من اللقاءات، وأعضاء الشرف ساهموا هم بدورهم أيضاً، وأكملوا الناقص، بابتعادهم عن الفريق، وعدم دعم خزينته، وخذلان رئيسه، فبينما كانت وعودهم بدعمه، بمبلغ لا يقل عن 50 ميوناً، إذ بالدعم لم يصل حتى إلى الـ20 مليوناً!
وذهبت خطط وطموحات الرئيس أدراج الرياح، وبعد أن كان ينوي التعاقد، مع لاعبين أجانب على مستوى عالِ، لدعم الهجوم والوسط، وجد نفسه ملزماً بسداد، ديون إدارته، والإدارة السابقة معاً، ختاماً حل مشكلة الهلال، لا تأتي باستقالة رئيسه، فهي تزيد أوجاعه، وإقصاء المدرب لن يغني من الأمر شيئاً، واستبدال مدير الكرة أيضاً، لن يكون كافياً، فالحلول الجزئية والمسكنات، قد تعطي فوائد وقتية، ولكنها لن تعالج المشكلة بالكامل، الحل يكون بجلوس أعضاء الشرف المؤثرين، وأصحاب القرار في النادي، على طاولة الاجتماع مع رئيس النادي، ووضع كل العراقيل الفنية والمالية والإدارية، على الطاولة، وحلها بأي شكل وبأي ثمن، إن أرادوا فعلاً حل المشكلة من جذورها، وعودة فريقهم مهاباً كما كان، وإذا كانت أكبر مشكلات الرئيس مالية، كما ذكر ولوح بالاستقالة على إثرها، لماذا لا يفتح الباب للجماهير لتتبرع لناديها، كما فعل الاتحاد؟ وجمهور الهلال، بلا شك، يشكل قاعدة جماهيرية لا يستهان بها، في السعودية وخارجها، وربما يدر مداخيل على النادي بتبرعه، تفوق تلك التي وعد بها أعضاء الشرف وعجزوا عن الوفاء بها!.
- صالح الصنات