سعد الدوسري
فيما أصدر قضاة الدائرة الأولى لقضايا القصاص والحدود في المحكمة الجزائية بجدة حكم الحرابة على سائق اعتدى جنسياً على فتى مصاب بمتلازمة داون، قررت الدائرة الجزائية الخماسية بمحكمة الاستئناف صرف النظر عن إقامة حد الحرابة على المتهم، لعدم توافر ما يوجب ذلك، والحكم بسجنه تعزيراً عامين، من تاريخ توقيفه، وجلده 200 جلدة، فيما اعترض المدعي العام وأهل المجني عليه على الحكم، متمسكين بحكم الحرابة.
ومع كل ثقتنا بالقضاء، واعتزازنا بمواقفه المشرفة في الكثير من القضايا، إلا أن الأمر في رأيي يحتاج إلى تدخل مختصين في المجال الطبي، خاصة في متلازمة داون، لكي يوضحوا للقضاة ظروف المصابين بهذه المتلازمة. وأستغرب كثيراً لماذا لم يتم الاستعانة بهم من البداية؟! فهم قادرون على إيضاح ما قد يجهله القضاة عن هذا الاحتياج الخاص. وسيدركون بعد ذلك، لماذا تعتبر جريمة هذا السائق، أكبر من لو ارتكبها في حق فتى غير مصاب بهذه المتلازمة.
قبل أسبوعين، تناولت قضية اعتداء سائق على فتاة مصابة بالمتلازمة نفسها، وحاول الكثيرون أن يلقوا بالتهمة على الأهل لأنهم سمحوا لسائق الدار بأن يأخذها وحدها، ولم يكلف هؤلاء أنفسهم بتحميل الدار أية مسؤولية. وها هي المسألة تتكرر اليوم، فيخفف الحكم على سائق اعتدى على فتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يستطيع الدفاع عن نفسه، دون أن يكون هناك مبرر لهذا التخفيف، وهو ما قد يشجع ضعاف النفوس على المزيد من هذه الاعتداءات.