«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في كل وقت وعلى مدار الساعة وفي مختلف دول العالم، وعندما تتوقف السيارات أمام إشارة المرور الحمراء تحدث أشياء كثيرة، ولو تلفت ذات اليمن وذات الشمال، فسوف تشاهد العجب والصيام في رجب كما يقال، مناظر مؤذية، ومناظر مثيرة للابتسام وحتى الضحك.
ويعبر العشرات من المشاة للطرف الثاني بخطى سريعة ومحسوبة، ومناظر تثير فيك الحزن والاكتئاب كالذين يقطعون الإشارة وهي حمراء في تحد سافر، والعديد من مواقع إشارات المرور في بلادنا وغيرها شهدت وقوع حوادث بسيطة، وحتى مميتة، ليس لسيارات المواطنين فحسب، وإنما حتى لسيارات الإسعاف والشرطة والمرور، وبتنا نشاهد أمام هذه الإشارات أطفالا ونساء يتوسلون أصحاب السيارات لمنحهم المال، وأطفال آخرين يرجونك لبيعك الورود والمناديل الورقية، وحتى المياه الباردة خصوصا في مثل هذه الأيام الحارة. والمحزن أنك تشاهد البعض لا يتردد عن فتح باب سيارته وهو يرمي مخلفاتها تحت عمود الإشارة أو في الجزيرة الوسطى، مساهما فاعلا في تشويه البيئة وجمال مدينته، وعند الإشارات تشاهد من يقرأ صحيفته المفضلة أو يداعب هاتفه الذكي أو من يأخذه غفوة على مقود سيارته، أو نفسا من سيجارته.
وبجانب هذه الإشارات المروية وعلى الأخص في المدن الكبرى، تعتبر نقطة تسويق مهمة حيث يقوم المسوقون والموزعون لبعض الفعاليات، أو المنتجات بتوزيع البروشورات والإعلانات الورقية الملونة، كما أن أعمدة الإشارات الضوئية لم تسلم من ملصقات البعض، وتشاهد بكثرة إعلانات المدرسين الخصوصيين، وعدد كبير من الذين يقدمون لك خدمات التقسيط لعملاء البنوك المختلفة، وحتى من يقوم بمهمة بيعك خروف «هرفي»، يصلك فور اتصالك سريعا برقم هاتفه المكتوب في الملصق.
وهكذا نجد أن موقع الإشارات المرورية باتت عالما واسعا ومغريا للتسويق والبيع وحتى الشراء، وكما هو معاش يعتبر المكان، أسرع مكان تجرى فيه مختلف الفعاليات خلال إضاءة اللون الأحمر، وكل شيء يجري فيه سريعا، قبل أن يشرق اللون الأخضر، وتنطلق مواكب السيارات والمركبات.