بريدة - بندر الرشودي:
أشاد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بمنجزات الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي مدير جامعة القصيم خلال الفترة 1425 - 1437هـ وإدارته الجماعية للجامعة طيلة 12 عاماً كانت حافلة بالإنجازات.
وقال سموه خلال رعايته لحفل التكريم في الحفل الذي أقامته الجامعة تحت قبّة المركز الرئيس بالمدينة الجامعية: «معالي الأخ والصديق العزيز الدكتور خالد الحمودي رجل دولة من الطراز الرفيع، قاد الجامعة لتحقيق نقلات نوعية، ونجح في تحقيق تطلعات ولاة الأمر وطموحات أهالي المنطقة، حيث توسعت الجامعة جغرافياً لتشمل كافة مدن ومحافظات القصيم».
وأكد سموه: أن الحمودي جيّر الثقة الملكية بتعيينه مديراً للجامعة قبل 12 عاماً لجميع زملائه بأسلوب الإدارة الجماعية وتفويض الصلاحيات؛ مما ساهم في خلق بيئة عمل مميزة عنوانها الفريق الواحد، تحقق من خلالها الكثير من المنجزات الأكاديمية والعلمية والطلابية، وتوجت بالاعتماد المؤسسي للجامعة كثالث جامعة حكومية معتمدة مؤسسياً من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.
وثمن سموّه جهود الحمودي الكبيرة، وما حققته الجامعة لكثير من الجوائز والإنجازات على مستوى العالم، مقترحاً سموه إنشاء كرسي للجامعة باسم الدكتور خالد الحمودي تقديراً لإنجازاته وجهود المقدرة في خدمة الوطن من خلال الجامعة، داعياً الله عز وجل أن يوفقه في حياته.
وأشار سموه إلى أن الدكتور خالد الحمودي يحظى بتقدير ولاة الأمر؛ مستعرضاً أحد المواقف التي شهدها خلال زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - للمنطقة، حيث أشاد غفر الله له بكفاءته موجهاً بتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الجامعة، مبدياً ثقته بقدرته على المضي قدماً بالجامعة نحو مرافئ التقدم والتطور.
وكان برنامج حفل الوفاء قد افتتح بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الجامعة التي ألقاها مدير جامعة القصيم المكلف الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الواصل قائلاً: «بلدُنا بلدُ وَفاءٍ وعرفان للجميل، حكومةٌ راشدةٌ وَفيةٌ.. وشعبٌ كريمٌ وفيٌ.. وأنتم سمو الأميرِ للوفاءِ عنوان عرفتم به.. ونحن نقتبسُ من أخلاقِكم ونقتدي بنهجِكم.. ووفاؤُنا من وفائِكم.. فشكراً لكم أميرَ الوفاءِ حضورَكم ليومِ الوفاءِ.. لرجل يستحقُ الثناءَ والوفاءَ في يوم مبارك وسعيد.. يوم تُسَطِّرُ فيه الجامعةُ صفحةَ وفاءٍ، وترسمُ لوحةَ شكرٍ وتقدير لرجلٍ حري بالشكر والتقدير.. ومن لا يشكرُ الناسَ لا يشكرُ اللهَ، وأضاف الدكتور الواصل: «إنه لمن الصعوبةِ بمكانٍ أن تتحدثَ عن علمٍ من أعلامِ التعليم ِالعالي في المملكةِ العربيةِ بالسعوديةِ، وتزدادُ الصعوبةُ عندما تكونَ ممن عملَ معه طوالَ فترةِ عملِه مديراً لجامعةِ القصيمِ في مواقعَ متعددةٍ عميداً لشؤونِ الطلابِ، ثم وكيلاً للجامعةِ للدراساتِ العليا والبحث العلمي».
ومضى بقوله: «إنه لمن حسن حظي وجميل فألي أن مَنَّ اللهُ عليَّ بالعملِ تحتّ إدارةِ الدكتور الحمودي، حيثُ تعلمتُ منه الكثيرَ، واكتسبتُ منه الخبراتِ في القيادةِ والإدارةِ والتعاملِ وغيرِ ذلك من المهارات التي يصعبُ تعلمُها والحصولُ عليها من خلالِ الكتبِ المتخصصةِ أو مقاعدِ الدراسةِ؛ لأنه هو نفسُه مدرسةٌ جامعةٌ شاملةٌ للعلمِ والأخلاقِ والإنسانيةِ والوطنيةِ الصادقةِ والعملِ لأجلِ الآخرين وحسن التعاملِ مع الصغيرِ والكبيرِ ،مع الطالبِ والمسؤولِ، كما أنه جمع بين الشخصيةِ المتواضعةِ اللينةِ والشخصيةِ الحازمةِ الجادةِ، ولمعالي الدكتورِ مواقفُ شخصية معي ومع غيري يعجزُ القلمُ عن التعبيرِ عنها لكثرتِها وثرائِها».
وقال: «جمعَ بين القيادةِ البارعةِ والنظرةِ الثاقبةِ، وهو ما أثمرَ جهوداً ملموسةً في التعليمِ العالي يشارُ إليها بالبنانِ منذُ أن كان في جامعةِ الملكِ سعود؛ حيثُ أسهمَ في تطويرِ التعليمِ العالي، وساهمَ في وضعِ لوائحِه وأنظمتِه وذلك قبلَ توليهِ إدارةَ جامعةِ القصيمِ، ثمَ بعدَ ذلك كانت له جهوده وبصمته في ضبطِها إدارياً.. وانتشارِها الواسعِ ميدانياً.. وتميُّزِها علمياً.. وتحقيقِها للعديدِ من الإنجازاتِ الوطنيةِ والدوليةِ يشهدُ بذلك العيان والتاريخُ.
وهاهي جامعةُ القصيمِ تتخطى مرحلةَ التأسيسِ والتكوينِ على يديه إلى مرحلةِ التطويرِ والجودةِ، مستشرفةً بذلك مستقبلا ًمشرقاً.. وموقعاً متميزاً في خارطةِ التعليمِ العالي، وما كان ذلك ليكونَ لولا توفيقُ الله جل وعلا، ثم توليه زمامَها».
وقال مدير الجامعة المكلف: «لقد أثمرت جهوده بأن تقفزَ عددُ الكلياتِ حين تولى إدارتَها من سبعِ كليات إلى ثمانٍ وثلاثين كليةً موزعةً في ثلاثةَ عشرَ موقعاً بمنطقةِ القصيم، يدرسُ فيها ما يقارب سبعون ألفَ طالب وطالبةٍ، وقفزَ عددُ العماداتِ المساندةِ من ثلاثِ عماداتٍ إلى أربعَ عشرةَ عمادة تدعمُ العملياتِ التعليمية والبحثية والتقنية والتطويرية، كما أثمرت جهودُ معاليه - بفضل الله تعالى ثم بالدعم اللامحدودِ من ولاةِ الأمر ِيحفظهم الله - تأمين أراضٍ لكل كليةٍ في محافظاتِ المنطقةِ.. وتتجاوزُ المساحةُ المخصصةُ لكل كليةٍ مليوني مترٍ مربعٍ لتكونَ مكاناً للمباني المستقبليةِ للطلابِ والطالباتِ، كما تمَّ في عهدِه تهيئةِ مدنٍ وضواحٍ جامعيةٍ تقدرُ بالملياراتِ، ومستشفًى جامعيٍ بسعةِ سبعِ مائةِ سريرٍ، وأُنِشئَت العديدُ من الكراسي البحثيةِ، والمراكز ِالمتخصصةِ، والمبادراتِ النوعيةِ، وانتشرت الدراساتُ العليا بالمنطقةِ، ثم تمَّ تتويجُ ذلك بالاعتمادِ الأكاديمي المؤسسي الذي يضمنُ للجامعةِ برامجَ معتمدةٍ ذاتِ جودةٍ عاليةٍ».
إن تلك الشواهدَ والإنجازاتِ، والتطوراتِ والنجاحاتِ، التي تحققت خلال الحقبةِ الماضيةِ، ما كانت لتتمَ لولا توفيقُ اللهِ جل وعلا ثم دعمُ حكومتِنا الرشيدةِ السخي حفظها الله.. وقيادتُه الواعيةُ وقدرتُه على أن يجعلَ الجميعَ يعمل بروحِ الفريقِ الواحدِ وهو ما أنتجَ نجاحاً يتلوهُ نجاح وللهِ المنةُ والفضلُ.
وقدم الدكتور الواصل باسمه واسم جميعِ منسوبي جامعةِ القصيمِ رسالة للدكتور خالد الحمودي قال فيها: نستبيحُك العذرَ عن كلِ تقصيرٍ منا، فمهما قلنا أو كتبنا فلن نُوَفِّيك حقَك وشكرَك، ولكننا ندعو لك في قادمِ أيامِك بالسعادة والتوفيق، ونسأل اللهَ أن يجعلَ ما قمت به في ميزانِ حسناتِك، وأن يوفقَك ويسددَك، وأن يمتعَك بالصحةِ والعافيةِ.
وكان لأهالي منطقة القصيم كلمة ألقاها بالنيابة عنهم الدكتور حسن بن فهد الهويمل الذي ذرف الدموع على منبر الجامعة وفاءً للدكتور خالد الحمودي، حيث أشاد به وبقربه من الجميع، وبتواصله مع الأهالي واطلاعه على طموحات وآمال أهالي مدن ومحافظات القصيم المتعلقة بالتعليم الجامعي، وهو ما تحقق ولله الحمد بفضل من الله ثم بفضل دعم القيادة الحكيمة ومتابعة أمير القصيم، وحرص معاليه على الزيارات الميدانية التي منحته رؤية واضحة حول احتياجات المنطقة التي تحفل اليوم بانتشار التعليم الجامعي في جميع مدنها ومحافظاتها.
وفي الختام كرم سموه المحتفى به الدكتور خالد الحمودي بإهداء خاص من إمارة منطقة القصيم، كما قدم رئيس لجنة أهالي منطقة القصيم الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الربدي درع أهالي المنطقة للحمودي، فيما قدم مدير جامعة القصيم المكلف إهداء الجامعة للمحتفى به.
ثم التقطت الصور التذكارية مع سموه والمحتفى به ليختتم حفل الوفاء بتشريف أمير الوفاء لمبادرة رجال الوفاء تجاه قائد مسيرة الجامعة منذ تأسيسها الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي.