عندما يتعلق الأمر بالتصويت في الانتخابات، يزن الأمريكيون الشؤون الداخلية والخارجية بصورة مختلفة. بالنسبة للقضايا الداخلية فإنهم يميلون نحو المرشحين الذين يشاركونهم رؤاهم، أما في السياسة الخارجية فإنهم يختارون المرشح الذي يثقون فيه ثم يتوقعون منه بعد ذلك أن يبقي على أمريكا آمنة وسالمة.
لذا وبصرف النظر عن المرشحين النهائيين في الانتخابات الرئاسية، يجب عليهم أن يستعدوا لإظهار أنهم يعلمون ما هي المشكلات التي يريد الناخبون منهم حلها ويظهروا أنهم مستعدين لاتخاذ إجراءات بشأنها.
إذا ما أراد الرئيس الجديد للبيت الأبيض أن يُطمئن الناخبين، فهناك خمس خطوات يجب عليها أو عليه أن يفعلها:
1 - القبض على الإرهابيين: يجب علينا أن نؤمّن حدودنا. فأي مرشح لا يظهر أنه عازم على اجتياز الصعوبات في الحرب على الإرهاب ولا يحدد خطواته بوضوح فيما يجب فعله لن يحصل على وظيفته في المكتب البيضاوي. فالإرهاب وثغرات أمتنا على الحدود الجنوبية تقع على رأس التهديدات التي يتحدث عنها الناخبون. فقد زعم الرئيس أوباما أن استراتيجيته سوف تكسر سيطرة داعش على العراق قبل أن يغادر منصبه؛ لذا فالأمريكيون متشككون، ويتوقعون أن ينهي الرئيس القادم تلك المهمة. وحينئذ ستكون هناك مشكلة التعامل مع إعادة ظهور تنظيم القاعدة، الذي أصبح أقوى الآن عما كان في 11 سبتمبر 2011.
2 - ترويض روسيا: ربما لا تلوح في الأفق حتى الآن بوادر حرب باردة جديدة، ولكن تدخلات الرئيس الروسي في أوروبا خطرة ومُزعزعة للاستقرار. والرئيس الأمريكي القادم لا يستطيع أن يجبر الكرملين على التراجع بدون أن يفعل ذلك من منطلق قوة. فترويض روسيا واستقرار أوروبا سوف يتطلبان ممارسة قيادة حقيقية بين الشركاء عبر الأطلنطي. وهذا يعني إقناع حلفائنا الأوروبيين و»أصدقائنا» الروس أن البيت الأبيض هو قوة يجب أخذها بعين الاعتبار، فالكلمات والأفعال القوية ضرورية، فنحن بحاجة على سبيل المثال أن نظهر قدرات حقيقية وتصميمًا للدفاع عن حلفائنا في الناتو، وبخاصة دول الشمال والبلطيق ودول وسط أوروبا.
3 - محاصرة الصين: إن رؤية قادة بكين هو وجود آسيا بدون أمريكا. فعلى مدار الدورة الرئاسية القادمة يجب أن يقتنع الصينيون أن حلمهم هذا محض أوهام، فالصين لا تبحث عن حرب عالمية ثالثة، ولكن هدفها هو الانتصار بدون قتال لإقناع أمريكا أن تقف عاجزة بينما توسع بكين من دائرة نفوذها. ولإحباط خطط بكين بدون تصعيد المنافسة إلى صراع مفتوح، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر أنها تمتلك النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري لاستعراض عضلاتها في منطقة الهندي الباسيفيكي. كما أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إظهار أنها لا تتصرف بمفردها؛ ويجب أن يكون لدينا جوقة من القوى الآسيوية، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والهند، ولندع الصين تعلم أنها يجب أن تتماشى مع المعايير الدولية، وليس إعادة كتابة قواعد الصين في العصور الوسطى.
4 - مراقبة المارقين: الشعب الأمريكي لا يعتقد أن الاتفاقية مع إيران قد حلت أي شيء. كما أنهم يرغبون في الاقتناع بأن كوريا الشمالية يحكمها زعيم مجنون يمكن تجاهله، ولكنهم يعلمون أن ذلك ليس صحيحًا أيضًا حيث إن التهديد الكبير الذي تمثله كل من إيران وكوريا الشمالية هو قدرتهما على إفشال السلام والاستقرار في منطقتهما. ولا توجد إجابة سهلة للتعامل مع أي منهما، ولكن الرئيس القادم يجب عليه أن يظهر إصرارًا وجهودًا مخلصة لكبح جماح هذين النظامين الخطيرين. إنها مهمة لا نستطيع تعهيدها إلى دول أخرى.
5 - الجدية في تحقيق السلام عبر القوة: إن قدرات وطاقات الجيش الأمريكي تقلصت بصورة حادة تحت حكم أوباما. كما أن الأمريكيين ليسوا مهتمين بمزيد من الحروب، ولكنهم يريدون جيشًا قادرًا على حماية مصالحهم الحيوية، وهم يعلمون أن جيش أوباما ليس كذلك. إن إعادة بناء القوات المسلحة في الوقت الذي نتعامل مع الدّين الفيدرالي وأن ندفع الاقتصاد إلى الأمام هو شيء ممكن بكل ما تعنيه الكلمة. ولكنه يحتاج إلى رئيس بعقل جاد ليجعل ذلك ممكنًا.
- جيمس جاي كارافانو