المتتبع لمشاورات الكويت بين الحكومة الشرعية والانقلابيين ومساراتها منذ الساعات الأولى وحتى اللحظة يدرك جيدا ما آلت المشاورات وماذا يجب أن تكون عليه وما ستبنى عليها من استشرافات المستقبل الذي يتضح جليا من خلال ثبات موقف الشرعية والصبر الذي تحلى به وفدها رغم المناورات والعراقيل التي يحاول وفد الانقلابيين القيام بها لعرقلة مسارها أو محاولة الخروج بمكاسب سياسية تعيدهم للواجهة السياسية مرة أخرى بعد أن أدخلوا اليمن في بوابة من الصراعات ودمروا النسيج الاجتماعي للشعب اليمني شمالا وجنوبا تحت مسميات ومبررات واهية اعتقدوا أنهم سوف يخدعون العالم بها ويفرضون أمرا واقعا على الشعب اليمني بفوهة البندقية وماسورة الدبابة.
عاني اليمن وما زال يعاني من اجترار الماضي وصراعاته التي أسستها الإمامية الطائفية على مدى قرون من الزمن بمشاريعها العنصرية الطائفية السلالية القائمة تحت مسمى الحق الإلهي.
رفعوا شعارهم وصرخوا الموت لأمريكا والموت لإسرائيل فيما فوهات بنادقهم وقذائف دباباتهم ومدافعهم موجهة إلى صدورنا وتقتل أبناء شعبنا اليمني كل يوم ولقاءاتهم وتواصلاتهم مع من يصرخون بالموت لهم تتم على أعلى المستويات.
اليوم يعول الكثير من أبناء شعبنا اليمني على وفد الشرعية الذي أثبت جديته للسلام ووقف نزيف الدماء وتمسكه بالقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني والدستور والمبادرة الخليجية والذي يعد بمثابة ثوابت لا يمكنه التخلي عنها من أجل استشراف المستقبل لشعب أنهكته الصراعات وطالت به الأزمات ودمرته الحروب التي قادها من يسمون أنفسهم أصحاب الحق القبلي والحق الإلهي الذي يدعون في الشمال وشمال الشمال وظلوا بقية مساحات اليمن مجرد مساحات واسعة للسلب والفيد والنهب ومصدر من مصادر الجباية.
اليوم تتكئ الشرعية بمواقفها الثابتة على إرادة الشعب اليمني وحقه في الحياة الكريمة وبدعم واسناد أشقائه في الخليج العربي والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى وربانها سلمان والتي تدرك جيدا حجم التحديات التي تواجه الأمة العربية ورضيت أن تكون قائدة لمسار التحولات العربية والدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وهي تدرك جديا ماذا يعني بقاء هذا السرطان المتمثل بالحوثية في خاصرة الوطن الخليجي الكبير بما فيه اليمن كمشروع تدميري سيعاود نشاطه في المستقبل إذا لم يتم التعامل معه وانهاؤه رغم الضغوط الدولية الخفية التي تحاول التأثير على مسار مشاورات الكويت لبقاء الانقلابيين كلاعب مؤثر في الساحة اليمنية وإرجاعه للواجهة وإعادة انتاجه بما يخدم شبكة مصالحها المرتبطة بمشروع دولة الفقيه والملالي في إيران.
مستقبل اليمن اليوم صار مرتبطا بواحدية الهدف والمصير مع أشقائه في الخليج العربي بعد أن اختلط الدم اليمني والسعودي والإماراتي والبحريني على أرض اليمن السعيد لاستعادة مجده الغابر ودوره التاريخي والحضاري إلى جانب اشقائه من أجل الانتصار لقضايا الأمة .
نثق جيدا بوفد الشرعية في الكويت وبأنهم لن يفرطوا في حلم الشعب اليمني بالاستقرار والأمان والسلام فقط قليلا من الصبر والثقة وقليلا من الألم أيضا من أجل المستقبل وإنا لمنتصرون..
- وضاح اليمن
Yaljazeera@gmail.com