لِمَنِ البَلاغَةُ في سُمُوِّ بَيَانِ
عَزَّتْ على ذِيْ مَنْطِقٍ وبَنَانِ؟!
لِمَنِ الفَصَاحَةُ وشْيُهَا ونِظَامُهَا
تُزْريْ بعِقْدِ لآلِئٍ وجُمَانِ؟!
لِمَنِ المعَاني الغُرُّ تَأْخُذُ بالنُّهَى
أَخْذاً يُرِيْهَا الحَقَّ رَأْيَ عَيَانِ؟!
أَوَلَيْسَ للنُّوْرِ المُبِيْنِ ولِلهُدَى،
للذِّكْرِ والتَّنزِيْلِ والفُرْقَانِ
ذاكَ الكتابُ الحقُّ أعْظمُ آيَةٍ،
ومَحَجَّةٍ تَبْقَى مَدَى الأزْمانِ
اللهُ نزَّلهُ وأَحْكَمَ آيَهُ
فَتَقَاصَرَتْ عَنْ حَرْفِهِ الثَّقَلانِ
أَنَّى لِمَخْلُوْقٍ بَيَانُ بَيَانِهِ
وَجَدِيْدُهُ جَارٍ مَع الحَدَثَانِ؟!
في مُحْكَمٍ قَدْ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ
بِدَقَائِقِ التَّفْصِيْلِ والتِّبْيَانِ
نُوْرٌ تَنَزَّلَ بالبَيَانِ وبالهدَى
ليُنِيْرَ دَرْبَ التَّائِهِ الحَيْرَانِ
إِذْ جاءَ وَحْياً للنَّبِيِّ مُنَجَّماً
ببَصَائِرٍ تَهْدِيْ إلى الإيْمَانِ
ومُثَبِّتاً لِفُؤَادِهِ ومُبَشِّراً
ومُؤَيِّداً بالحقِّ والبُرْهَانِ
فَهْوَ الضِّياءُ يُنِيْرُ قَلْبَ مُوَحِّدٍ
وبهِ نَجَاةٌ مِنْ خُطَى الشَّيْطَانِ
قَدْ جَاءَ ذِكْراً للأَنَامِ مُفَصَّلاً
ومُيَسَّراً يُتْلَى بِكُلِّ لِسَانِ
يُحْيِي الفُؤَادَ بوَعْدِهِ ووَعِيْدِهِ
وَيَسُلُّ مِنْهُ كَوَامِنَ الأضْغَانِ
ذَاكُمْ كِتَابُ اللهِ أَشْرَفُ مَا تُلِيْ
وأَجَلُّ مَا اسْتَمَعَتْ لَهُ أُذُنَانِ