د.دلال بنت مخلد الحربي
نحن اليوم في العام الثامن والستين على نكبة فلسطين التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية نتيجة أسباب كثيرة معروفة تاريخياً، إضافة إلى ماكان عليه اليهود من تنظيم وماحصلوا عليه من دعم من العالم الغربي وعلى وجه الخصوص بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية..
كانت النكبة مروعة وقاسية، وقد أجبر شعب بأكمله على الرضوخ للواقع المفروض وطرد مئات الآلاف من الفلسطينين من مدنهم وقراهم داخل ما يعرف بفلسطين? ونال من بقي منهم من التعذيب والقتل ما يعجز اللسان عن وصفه، وتشهد به الصور التي يحتفظ بها من عاش تلك الفترة في أذهانهم، إضافة إلى الصور الفوتو غرافية أو السينمائية التي التقطت لتلك الأحداث المهولة والمروعة والتي ستبقى محفورة في ذاكرة التاريخ أيضاً.
وقد ظل العالم العربي يستعيد هذه النكبة من ذلك الحين عن طريق الشعارات والقصائد والمقالات كحد أدنى من المشاركة العاطفية لأن الجانب العملي كان ضعيفاً ومشوشاً.
واليوم، وقد وصلنا إلى العام ? يشعر الإنسان أن الذاكرة العربية لم تعد تحتفظ إلا بالقليل جداً عن تلك النكبة، وعن فلسطين على وجه العموم، فهل هذا يعني أن الجيل القادم في الطريق إلى نسيان هذه القضية بأكملها؟
وهل هذا يعني الاستسلام للواقع المفروض الذي تدعمه قوى الغرب وتسانده رغم معرفتها بفظائع الدولة الصهيونية، وما ترتكبه من مجازر في حق الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، وكذلك ما يناله من هم داخل حدود فلسطين?
يثيرني أن التذكير بهذه النكبة لم يعد له أي صدى؛ فالقنوات العربية تستمر في تقديم برامجها المعتادة دون أن نشهد بأنها تسهم في التذكير بهذه القضية الإنسانية المحضة، وحتى اللحظة الراهنة لم أسمع أي شيء عن موقف للجامعة العربية، والمؤسف أننا في زمن لم نعد فيه نشعر بمأساة هذه القضية، ولعلي هنا أشير إلى القنوات الفلسطينية والحسابات الفلسطينية في تويتر التي عمدت إلى تقديم وثائق عن هذه النكبة، وتقديم صورة الوحشية الصهيونية وما مارسته ضد أصحاب الأرض من قتل وتشريد أمام أنظار العالم الحر في ذلك الحين الذي لم يفعل شيئاً لأولئك المعذبين الذين شردوا من أرضهم لينتقلوا للعيش في المخيمات البائسة، واستمر بعضهم يعيش فيها إلى هذا اليوم.
إن القضية الفلسطينية هي نكبة العصر فليس هناك نكبة أخرى تماثلها في قسوتها، وفي ما وقع من ظلم على شعب بأكمله وبدل من معاقبة الجاني نجد أن كل القوى الديمقراطية في العالم تعترف به، بل هناك من يعتبرها النموذج الأمثل الديمقراطية في المنطقة التي يركزون عليها اسم (الشرق الأوسط) وهي المنطقة العربية.
ولكنني أظل على آمل كبير في أن تعنى الدول العربية بهذه القضية سواء كان بالكتابة أو بطرحها في المحافل الدولية بشكل دائم حتى تظل راسخة في الأذهان ثابتة في العقول، خاصة في عقول الجيل العربي الجديد، وحتى لا: (يموت الكبار وينسى الصغار).