جاسر عبدالعزيز الجاسر
يتفهم كثير من الأمريكيين، وخاصة المهتمين بالشأن السياسي، وتحديداً المقيمين في العاصمة الفدرالية واشنطن وكذلك السفراء والبعثات الدبلوماسية والصحفيين، ما يحصل من أعضاء الكونجرس الأمريكي في الفترة المتبقية من فصل الانعقاد لأعمال الكونجرس بشقيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب.
والتي تسبق الانتخابات التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية هذا العام، فهذه الانتخابات ليست مقصورة على انتخاب رئيس جديد لأمريكا؛ إذ إنها تشمل أيضاً التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس من المجلسين وحكام الولايات، وبما أن الجمهوريين قد انتزعوا الأغلبية في شهر نوفمبر من العام الماضي 2016 بحصولهم على الأكثرية في مجلس النواب وتعادلهم مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، فإن معركة إعادة انتخاب أو انتخاب أعضاء جدد أيضاً معركة لا تقل أهمية بالنسبة للولايات عن معركة انتخابات الرئاسة، ولذلك فإن أعضاء الكونجرس الحاليين، وكذلك المرشحين للرئاسة، يلجئون دائماً إلى دعم وإطلاق وتبني قرارات شعبوية تحظى على تأييد أو تستجيب لطلبات الناخبين، حتى وإن كانت غير منطقية أو عملية، وبما أن عملية صنع الرأي العام في أمريكا تديرها شركات ومنظمات للعلاقات العامة يتداخل عملها مع نشاط (اللوبيات) الأجنبية التي تنشط في هذه الفترة وتوظف شركات العلاقات العامة لتحويل ضغوطها السياسية التي تخدم مصالح دولة معينة وكأنها مطالبات شعبية، وهو أنها تقوم بتسويق مصالح تلك الدول على حساب المصالح الأمريكية الوطنية والقومية، وخير مثال لذلك ما تقوم به جماعات الضغط الإسرائيلية (اللوبيات الصهيونية) من أمثال أيباك وغيرها، وهو ما يحاول اللوبي الإيراني المساند لنظام ملالي إيران الذي يزداد قوة في واشنطن بعد الاتفاق النووي من خلال دعم الشركات الأمريكية والشخصيات التي تسعى لجني أرباح هذا الاتفاق لشركاتها وللأشخاص الذين ينشطون في مثل هذه الأوقات ضمن كل هذه السياقات، والتي يتفهمها كل من يعمل في الشأن السياسي والأمريكي كونه يتم وفق القوانين الأمريكية، فإن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على اقتراح يتيح لضحايا اعتداءات (سبتمبر 2001 بملاحقة المملكة العربية السعودية للدور المزعوم في هذه الاعتداءات، رغم صدر العديد من من الأحكام القضائية التي تبرئ المملكة العربية السعودية، فالذين صوتوا في مجلس الشيوخ، وكذلك من سيصوتون في مجلس النواب لن ينظروا إلى الأحكام القضائية، ولن يجرؤوا على معارضة الاقتراح؛ لأن ذلك ببساطة يفقدهم وحزبهم أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية، وكذلك في انتخابات الرئاسة، بدليل دعم كل من هيلاري كلينتون وبرني ساندز مرشحي الحزب الديمقراطي للاقتراح، كما أن هذا الاقتراح الذي يعرف كل من في واشنطن أن هدفه التزلف ومحاولة رخيصلكسب أصوات الناخبين على حساب المصلحة الأمريكية القومية وراءه اثنان من أعضاء الكونجرس، هما: السناتور الديمقراطي شاك شومر ونظيره الجمهوري جون كورنين، وهو ما يعني أن كلا الحزبين يسعيان وراء جمع الأصوات على حساب المصلحة الأمريكية، والتي تتطلب الحديث عنها في مقالة أخرى، والتي ستتضرر كثيراً في حالة تمرير هذا الاقتراح من الكونجرس ما لم يستطع الرئيس الأمريكي اعتراضه.