«الجزيرة» - المحليات:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تحقيق القبول الاجتماعي للسياحة والتراث وإكمال البنية التنظيمية والتأسيسية لهذا القطاع كان من أبرز إنجازات الهيئة التي حققتها في عمرها القصير، مشيراً إلى أن ذلك يمثل فرصة حقيقية لاستثمار الدولة في هذا القطاع.
وأضاف: «نتطلع إلى إقرار الدولة لمبادرات السياحة والتراث في برنامج التحول، وأن تحتضن مشاريع السياحة والتراث ذات الفوائد الاقتصادية والتنموية والوطنية والقبول الاجتماعي الكامل والذي تحول إلى إلحاح واستعجال من المواطنين لتتحرك الدولة سريعاً في مجالات السياحة التي لمس المجتمع فوائدها وتحولت إلى حاجة أساس لا مجرد نشاط هامشي، وكذلك الحال بالنسبة للتحرك تجاه العناية بالتراث الذي أصبح المواطن يراه قضية هوية واعتزاز».
وقال سموه في كلمته أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول للسياحة من أجل التنمية الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للسياحة في العاصمة الصينية بكين بالتزامن مع اجتماعات وزراء السياحة في دول العشرين، وافتتحه رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية السيد لي كتشيانغ بحضور أكثر من 80 وزير سياحة من مختلف الدول ومسؤولي أهم المنظمات وكبرى الشركات حول العالم، قال بأن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - منهجية عمل متفردة تشرفت بالاستفادة منها ويعرفها من تشرف بالعمل بالقرب من مقامه الكريم لسنين تعتمد تلك المنهجية على العناية بالتأسيس والقرب من المواطن والدفع للتحضر مع المحافظة على القيم والتراث.
وأشار إلى أن الهيئة منذ أن أسستها الدولة قبل 15 عاماً عملت على إنشاء صناعة اقتصادية وتنموية متكاملة ولم تقتصر على تأسيس قطاع مجرد ومحدود.
ولفت إلى أن رؤية المملكة 2030 التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين اعتمدت السياحة والتراث قطاعين أساسين لمستقبل المملكة قناعة من الدولة بأهميتها الاقتصادية والتنموية، ولكون الأساسات التي وضعتها هيئة السياحة والتراث وشركاؤها لهذا القطاع متينة وتحفز على الانطلاق.
ونوه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن إستراتيجية التنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 2005 كانت المنصة التي تنطلق منها وتؤسس عليها كل المشاريع والرؤى المستقبلية للسياحة والتراث التي تبناها برنامج التحول الوطني وحملها قناعة بها وبمتانة أساساتها.
وأضاف: «منذ اليوم الأول لعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني آمنا أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم إلا بإشراك المجتمع والأخذ برغباتهم وآرائهم بوصفهم العنصر الأهم، وتعلمنا من الملك سلمان أن نعمل من الأعلى للأسفل أي من المواطن الذي هو أعلى نزولاً إلى المسؤول وذلك ما تبنته الهيئة منذ بدايتها».
وأكد سموه أن استدامة السياحة كما أسست لها الهيئة قامت على الركائز الثلاث الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عبر تعزيز القناعة وتحقيق القبول المجتمعي، وتهيئة السياحة ذات العائد الاقتصادي القادرة على إيجاد فرص عمل مناسبة للمواطنين وثالثاً الاستدامة بالمحافظة على البيئة.
وأبان الأمير سلطان أن المتحقق في صناعة السياحة والتراث خلال الأعوام الماضية تجاوز ما كانت تستهدفه الإستراتيجية المقرة من الدولة 2005 رغم عدم محدودية دعم قطاع السياحة والتراث مقارنة بالقطاعات الأخرى.
وكان رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية السيد لي كتشيانغ قد افتتح المؤتمر بكلمة أكد فيها أن الصين تعوّل على السياحة لتطوير الاقتصاد في هذه المرحلة، ولديها قناعة تامة بأن فوائد السياحة لا تقف عند الاقتصاد، بل إنها سبيل البشرية لحياة أفضل.
وأضاف: «رأينا في الصين كيف يعود كل دولار تستثمره الحكومة في السياحة بـ 3.2 دولار، رغم أن الصين لم تبدأ في الانفتاح على السياحة (المغادرة والقادمة) إلا قبل أقل من 30 عاماً، إلا أن عدد السياح المغادرين بلغ 120 مليوناً سنوياً يصرفون حوالي 200 مليار وان سنوياً، وعدد الرحلات السياحية القادمة 130 مليون رحلة ضخت حوالي 650 مليار دولار.
وأشار إلى أن النمو السياحي في الصين ساهم في توفير 280 مليون وظيفة مباشرة، و800 مليون وظيفة غير مباشرة.
مبيناً أن الوجهات التي يقصدها السياح الصينيون تتوزع على 150 دولة بشكل أساس، ونعتبر هذه الأعداد قوة سياسية واقتصادية تستخدمها حكومة الصين مع تلك الدول.
وأكد أن السياحة تعد أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً وأكثرها استقراراً في الصين وهي الملجأ أوقات التذبذبات التي تحصل في قطاعات الصناعة والتعدين.
وقال: «ساعدتنا السياحة في المحافظة على البيئة في الصين والتخفيف من التلوث، لأن السياحة تتطلب المحافظة على المواقع الطبيعية وتجعل العامة يشعرون بأن تدمير البيئة تدمير لمصدر دخلهم».
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد وصل أمس الأول الأربعاء إلى بكين في زيارة رسمية يرأس فيها وفد المملكة في أعمال الدورة السابعة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين والتي تعقد في العاصمة الصينية بكين خلال الفترة من 11- 14 شعبان 1437هـ الموافق من 18-20 مايو 2016م.
وكان في استقبال سموه سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية الأستاذ تركي بن محمد الماضي وعدد من المسئولين في الحكومة الصينية، والسفارة السعودية في بكين.