محافظة حريملاء كمثيلاتها من المحافظات والمدن التي يشع من أرجائها الخير والبركة حيث يمر بها عدد من المناسبات، ومن الحفلات في المواسم المباركة: مثل حفلات التوديع والتكريم للمعلمين الذين أفنوا زهرة شبابهم وفتوتهم في حقل التربية والتعليم في تدريس الأفواج المتعاقبة من الناشئة بنين وبنات..، وبحفلات التفوق والتميز العلمي، وأبرز ذلك احتضان وتشجيع البراعم من الصبية والفتيات حفظة القرآن الكريم باستمرار على مدار الأعوام..، وتكريمهم على ملأ من الحضور ومشهد من أقرانهم وآبائهم، وتسليمهم الجوائز من يمين راعي حفلهم السنوي، فإن ذلك أدعى إلى استمرار التنافس والتسابق في ميادين الفرح والمسرات فيما ينفعهم دنيا وأخرى..، فالقرآن الكريم إذا سكن الصدور مبكراً رسا ومكث مضيئاً جوانب النفوس الصالحة مدى العمر، فهو نور بالليل وهدى بالنهار..
ففي مساء يوم الخميس 28-7-1437هـ رعى معالي الشيخ الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الحفل الختامي الخامس السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة حريملاء والمراكز التابعة لها..، وذلك في القاعة الكبرى لقصر الجماعة بالحزم في الحي الجديد..، وكان حفلا مميزاً حضره عدد كبير من العلماء والأدباء، ومن أولياء أمور الطلاب، قدم له كل من الشابين الأديبين: محمد بن سليمان الزهير، وعبدالله بن محمد الشقيحي، ثم استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها الطالب النجيب عبدالرحمن بن ناصر بن محمد الباتلي، ثم ألقى رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة حريملاء الشيخ الحبيب محمد بن راشد الزهير كلمة وافية رحب فيها براعي الحفل وشكره على تلبية الدعوة وتشريفه محافظة حريملاء، وإن مثل حضوره هذا يعطي دفعه قوية من الحماس بين المتسابقين..، كما شكر الجميع لحضورهم لما له من أهمية في نفوس الشباب وأهليهم..، وشكر الداعمين لأنشطة الجمعية، وبعد سماع نماذج من تلاوات الطلبة كلمة الشيخ الفاضل عبدالرحمن الهذول نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض شكر القائمين على جمعية تحفيظ القرآن الكريم بحريملاء حاثا لهم على بذل المزيد من الجهد لتشجيع الناشئة على حفظ كلام الله وتدبره، ثم نهض مشكورا راعي الحفل معالي الشيخ الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري - أبو بدر - فألقى كلمة ارتجالية مطولة وافية وضافية شكر فيها القائمين على هذا الحفل المبارك الذي ضم نخبة من الحضور، مهنئاً أبناءه الطلبة على تفوقهم في حفظ كلام الله، وفي المواد العلمية الأخرى..، - وعندما رأيته مستمراً مسترسلاً في كلمته بدون توقف شخص إلى ذهني ما قاله عنه ابني الأكبر محمد زميله أثناء الدراسة في ثانوية الجزيرة بالرياض، بل وزميلة في العمل في وزارة المالية فترة من الزمن..، يقول أنه مهيأ نفسه للخطابة مبكراً، فهو المتكلم في البرنامج الصباحي أمام زملائه ومعلميه بكل طلاقة، وفي منتداهم الأسبوعي..، مما كون لديه قوة الملكة في الحديث، وفي المحافل معاً..، فأبو بدر متمكن من زمام الفصاحة والبلاغة وغني عن الثناء - وإن قال الشاعر:
يهوى الثناء مبرز ومقصر
حب الثناء طبيعة الإنسان
وعند انتهاء كلمته القيمة تبرع بمبلغ جزل لمشروع دار التلاوة بجمعية تحفظ القرآن الكريم، ثم انهالت التبرعات بمبالغ سخية جداً أجزل الله الأجر لجميع المحسنين، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا:
وغدا توفى النفوس ما عملت
ويحصد الزارعون ما زرعوا
وفي نهاية الحفل سلم راعي الحفل شهادات التفوق والجوائز مع تكريم المتعاونين والداعمين للجمعية ثم سلم رئيس الجمعية درعاً تذكاريا لراعي الحفل بعد ذلك اتجه الجميع لتناول طعام العشاء.
وكل امرئ يولي الجميل محبب
وكل مكان ينبت العز طيب