عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يعد خافياً الوضع المتدهور الذي وصل إليه حال فريق الهلال لكرة القدم، فالتراجع واضح والضياع منتشر والتفكك موجود وهبوط المستوى والمعنويات ظهر بشكل جلي، وكل ما يخشاه محبو الهلال أن يصل الحال إلى ما وصلت إليه الأندية الأخرى مثل النصر والشباب والاتحاد خاصة والنادي يعيش أزمة مالية غير مسبوقة، وقد يكون السبب الرئيس لتراجع مستوى جميع اللاعبين دون استثناء.
وعطفاً على خروج الفريق من آخر بطولتين في الموسم ومن فريق واحد إلا أن ما ظهر عليه الفريق مساء الثلاثاء الماضي أمام فريق لوكوموتيف الأوزبكي يؤكد أن المشكلة أكبر من نظرة المدرب أو تخبطاته أوحتى بعض المشاكل الإدارية حيث كان الفريق بلا روح إطلاقاً ولا رغبة لدى اللاعبين لتحقيق أي منجز لهم أو لفريقهم، لقد كان الشرود الذهني واللامبالاة وضعف الأداء السمة الواضحة وكأنهم مجبرون على نزال المباراة.
من يعرف الهلال وتاريخه وبطولاته يشك أن هؤلاء هم لاعبون ينتمون لكتيبة الزعيم.. ماذا جرى الله أعلم؟، أم أن ملايين الريالات ودخول عالم الشهرة والتصوير مع الممثلات والمعجبات أنسى بعض اللاعبين أبسط حقوق المهنة والواجبات العملية داخل المستطيل الأخضر الذي لولاه بعد الله لما عاش اللاعب بهذا العز وعالم الرفاهية والرقي، ألا يتذكر اللاعبون أنه بالشكر تدوم النعم؟ ألا يدرك جميع اللاعبين هلاليين أو غيرهم أن بعد الرحيل من الملاعب لا يبقى إلا الإنجاز والأرقام التي يحتفظ بها التاريخ بأسمائهم وذكراهم.
أعتقد أن هذا الجيل من اللاعبين محترفون بالمسمى والورق فقط ما عدا ذلك، فالعقلية والثقافة الاحترافية «صفر على الشمال»، وتسأل عن الحال هذا هو الحال.
هل دمر الاتحاد الأهلي؟!
في يوم من الأيام أعلن أحد رؤساء نادي الاتحاد أنه سيدمر الأهلي بل كان يفاخر بها وأعلنها فضاء، ولكن الدنيا دروس وعبر واستمرار الحال من المحال ودارت الأيام وأصبح كعب الأهلي الأعلى منذ عدة سنوات فنياً ومالياً ولكن اليوم اختلفت معايير القوة وأصبح الأهلي المسيطر الكامل على أجواء الديربي في كل المناسبات وعلى مختلف الأصعدة وأصبح يهدد جاره بسحب لاعبيه وضمهم لصفوفه بعدما عجزت إدارة نادي الاتحاد عن المحافظة عليهم بل بالعكس أصبح اللاعبون يبحثون عن أندية أخرى وعقود جديدة ليؤمنوا من خلالها مستقبلهم وتأمين حياتهم في ظل الأوضاع المالية والإدارية المتردية والمترهلة داخل أروقة عميد الأندية السعودية بعدما عجز أعضاء الشرف ومحبو النادي عن انتشاله من إدارة لا تستطيع عمل شيء غير التضليل والخداع وعقود رعاية وهمية، وهذا ما ذكره كثير من اللاعبين والشرفيين الذين اقتصر دورهم على التصاريح والعتاب وتوقف الدعم والمساندة. اليوم يعيش فريق الأهلي في أفضل أيامه وأعز أوقاته فهل نشاهد لاعبي العميد مرتدين شعار النادي الجار الأهلي؟!..
هذا أمر وارد فنحن في زمن الاحتراف والبحث عن المادة ولم يعد للانتماء أو الولاء وجود في زمن الريال الذي أصبح هو الهدف الرئيس للكل وهو حق شرعي مكتسب مقابل العمل الذي يرتبط بعقد وشروط الاحتراف.
والسؤال المطروح: إلى أين سيصل حال نادي الاتحاد في ظل إدارة متشبثة به رغم فقدها للحلول والفكر وقلة الحيلة؟، ولماذا لا ترحل وتفتح المجال لمن هو أجدر وأفضل من جميع الجوانب؟!.
نقاط للتأمل:
- يخطئ كل من يختزل مشكلة الهلال الفنية في مدرب الفريق اليوناني دونيس فالحقيقة أن معنويات الفريق هابطة لدرجة كبيرة والروح منعدمة والحماس لا يوجد وهذه العوامل لا يمكن أن تكون بسبب مدرب، فالمشكلة داخلية وعميقة وحلها بيد الهلاليين أنفسهم حتى لا يصل فريقهم لما وصل إليه غيرهم فاللبيب من اعتبر بغيره.
- برز على المشهد الرياضي خلال الأسبوع الماضي المنظر الذي ظهر به رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أثناء تتويج الفريق الأهلاوي ببطولة الدوري سواء وهو يذرف الدموع أو وهو يتوشح الشعار الخاص بالبطل، وفي كلتا الحالتين ما كان يجب أن يعطى الأمر أكبر من حجمه، فدموع الفرح تظهره العاطفة والأحاسيس والشعار للحب والولاء للحبيب الأول، فكذا الحب وإلا فلا.
- لم يوفق حارس الأهلي ياسر المسيليم في لقائه الأخير في صدى الملاعب مع الزميل مصطفى الأغا عندما اتهم زميله وصديقه الحارس محمد العويس بتلقيه اتصالاً منه قبل لقاء الأهلي بالهلال وحثه على الإبداع والفوز، فلو سلمنا أن هذا حصل فعلا ما كان يجب ذكره فليس كل ما يعرف يقال ولكن واضح أن المسيليم يجهل لغة الحوار ولا يدرك خلفيات الحديث وإلا لما أطلق العنان للسانه.
- شر البلية ما يضحك هذا تماما ما ينطبق على اللاعب حسين عبدالغني الذي لم يخف رغبته في الانتقال لناد آخر بعد نهاية عهده بنادي النصر وهنا نقول للكابتن حسين ماذا بقي لديك حتى تذهب إلى ناد آخر؟ ألم يحن الوقت لتريح وتستريح؟ أين تريد أن تذهب بعد الأهلي والنصر؟ فعلاً الأول ما ترك للآخر شيئا عندما قال: إن القناعة كنز لا يفنى وهذا ما يفتقده اللاعب حسين عبدالغني تماما.
- لا يوجد مبرر أو سبب مقنع لإقامة معسكر للفريق النصراوي في أم الدنيا إلا إذا كان ترفيهياً وهذا هو الأقرب، فالفريق لن يتغير ولن يتقدم حتى لو عسكر في المريخ فالإمكانات والقدرات لا تنفع مع معسكر أو رحلة استجمام، وكان الأجدر بتوفير مصاريف المعسكر لأمور أهم وخاصة الديون الخارجية ومباراة الكأس يكفي السلام على والد الجميع حفظه الله مهما كانت نتيجة اللقاء والذي أتوقع ألا تكون إيجابية حتى لو أقاموا معسكرهم في زحل.
- يقول الأستاذ أحمد فتيحي أحد أهم أعضاء شرف نادي الاتحاد إن رئيس النادي إبراهيم البلوي لا يستطيع إدارة بقالة حتى يستطيع إدارة نادي الاتحاد!!
نتفق معك أستاذ أحمد ولكن أنت كنت من داعمي البلوي ومؤيداً لاستمراره ولماذا الخروج في هذا الوقت تحديداً والحديث عن الإدارة ورئيس النادي؟ أين أنتم من البداية أم كنتم تتفرجون على المشهد وعندما ضاع النادي ومن فيه خرجتم لتتشمتوا؟
نعم لقد انتهى وقت أعضاء الشرف وقلتها قبل موسمين لكل زمن رجاله.
خاتمة:
كسرة النفس مؤلمة مهما كانت رده فعلك.. لا تكسر أحدا، وكن ذا ذوق جميل بكلامك وتصرفاتك.. تعلم مهارة النسيان، ونظف أرشيف عقلك، باستمرار، ولا تحتفظ فيه إلا بالجميل من الذكريات.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.