د. خيرية السقاف
«جئت للعمل لا للأكل» هو ذا «توفيق الربيعة» رجل العمل والأمل, جعله الله في أمانه, وحفظه, وتوفيقه, وعنايته..
من هنا تنبثق قيم العمل الجاد, ومسالكه القويمة..
ومن هنا تندرج تحت هذا الموقف قائمة ما ينبغي على المسؤول - أي مسؤول - الراغب في التَّـنزُّه, العامل بجدية, المستهدف الوصول بنتائج عمله للفلاح أن يتقي: المتزلفين بمائدة طعام, أو بهدايا مناسبات, أو بعمولات ترخيص, أو بالتطبيل, والبخور, أو بالصخب, والوصولية..
فهؤلاء هم سوسة الشجرة, تعطب فيها أجمل ما فيها, وببترها وإقصائها من البدء العلاج, العلاج..
فبعد هذا العلاج تصفو بيئة العمل, وتتضح الرؤية لاكتشاف الذرات, والتفاصيل, وما اختبأ, وتزيَّف..
ومن ثم ينخرط الجميع في عملهم بجدية, وحذر, وشفافية, وسعي, ونزاهة..!
إن المرء القيِّم على العمل - أي عمل - حين يكون جادًّا, ونزيهًا, وراغبًا في إنجاز عالٍ, وبعيد الأثر من النجاح في عمله, والإنتاج فيه بفاعلية مميزة, وتحقيق الإثمار الذكي, فإن سلوكه مع من يعمل معه هو مفتاح باب الطريق, وليس عليه أن يفرط أبدًا في هذا المفتاح؛ كي لا يُصد أمامه باب الولوج لأن يعمل في بيئة حاضنة لمبادئه وقيمه, فيعمل معه الجميع بأمانة وصدق؛ فينتج ويستقيم له المنتجون معه, وهذا الذي ينهجه «توفيق الربيعة», وهذا الذي تجلى عنه, ويتجلى منه في مواقفه حيث توكل إليه مسؤولية.
تحية دائمة لهذا الرجل النموذج..
وفقه الله لأن يحرك عربة «الصحة» من غربها الشاحب, لشرقها المِنْوِر..