يأتي الحث على العمل التطوعي الاجتماعي باعتباره داعماً ومؤازراً فيما بين البشر بعضهم بعضاً، وفي هذا العصر ومع تعقد الحياة في جميع جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ظهر رجال يساهمون مع بلادهم في المواجهة والتصدي لتلك المشكلات، فسمحت الحكومات بفتح باب التطوع بمختلف أنواعه لكافة أفراد المجتمع ليسهم في توفير فرص خدمة اجتماعية تقدم بشكل تطوعي ومن خلال الجمعيات ومنظمات متخصصة تستقطب تلك الفئات وتقوم بتدريبها وتأهيلها وتهيئتها للانخراط في الخدمات العامة.
والشيخ محمد الصيخان أدرك ومنذ زمن بعيد أهمية العمل التطوعي الاجتماعي ليس لكونه عملاً يسد ثغرة في نشاط الدولة والهيئات الاجتماعية فقط، بل أهميته الكبرى تكون في تنمية الإحساس لدى المتطوع ومن تقدم إليها لخدمة (المواطن) بالانتماء والولاء للمجتمع، وتقوية الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة والذي اهتز بعوامل التغيّر الاجتماعي والحضاري، إضافة إلى إن التطوع يكون لوناً من ألوان المشاركة الإيجابية ليس في تقديم الخدمة فقط، ولكن في توجيه ورسم السياسة التي تقوم عليها تلك المؤسسات الاجتماعية ومتابعة تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعود على المجتمع ككل بالنفع.
ومنذ أكثر من أربعين عاماً مضت والشيخ محمد يمارس جميع أنواع العمل الاجتماعي التطوعي، وانخرط مبكراً في الكثير من اللجان التطوعية والاجتماعية في منطقة القصيم عامة وفي عنيزة خاصة، وساهم في إنشاء وتأسيس العديد من المشاريع والبرامج الاجتماعية التي عاد نفعها خلال تلك السنوات على وطنه، حيث كان يقوم بممارسة تلك الأعمال وسط حيوية وهمة عالية، رغم كثرة مشاغله وأعماله الخاصة، إلا أنه وبعزيمة عالية ووثابة نقش اسمه كأهم رواد العمل الاجتماعي في وطنه.
والليلة يأتي تكريمه مؤكداً للأجيال الحاضرة بأن هناك رجالاً مخلصين لأوطانهم بذلوا أنفس الأوقات وأغلاها خدمة لوطنهم في مجالات يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد قال عليه الصلاة والسلام (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)، وقد كان الشيخ محمد الصيخان يتخذ من هذا الحديث نبراساً يسعى من خلاله إلى تحقيق أهدافه النبيلة في خدمة أبناء وطنه من خلال اللجان التطوعية في العمل الاجتماعي والتي كان لها دور بارز في تنمية العمل الاجتماعي في الوطن.
وليس عنيزة وأهلها الكرام فقط هم من يحتفون بمثل هذا الرجل الكريم، فالوطن بأكمله يشاركهم الاحتفاء وتكريم رمز من رموزه المخلصة، وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم لحفل الليلة، إلا تأكيداً أن ولاة أمر هذه البلاد «حفظهم الله» يقدرون مثل هذه النماذج الوطنية المضيئة ويباركون جهودهم، بل يفاخرون بهم، فشكراً لأمير القصيم وشكراً لأهالي عنيزة على تكريم أحد أهم رواد العمل الاجتماعي بالمملكة الشيخ محمد بن سليمان الصيخان.
- بدر المعجل