تقرير - سامي اليوسف:
ما بين عبارتي «وضع النقاط على الحروف» و»لم يأتِ بجديد»، انقسم الهلاليون إلى فريقين وهم يتابعون الحوار المتلفز لرئيس ناديهم الأمير نواف بن سعد «خريج الإعلام»، قبل أن يتحولوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليعبِّر كل واحد منهم عن وجهة نظره.
«الجزيرة» رصدت ردة الفعل الهلالية، وسألت بعض الجماهير عن رأيها فيما قاله الرئيس.
البداية كانت من مملكة البحرين حيث علق عبدالله البابطين بقوله: «وضع الرئيس بصراحة الكثير من النقاط فوق الحروف، وقدم الملفات التي تهم المشجع بكل شفافية.. مع التزامه بالشعرة الفاصلة بين ما يجب أن يقال وما يجب أن لا يقال. الرئيس ظهر ليحقق أهدافًا تخدم مصلحة الهلال، واستخدم ظهوره التلفزيوني على نحو جيد.
والمهم أنه احترم الجمهور، وتحدث بصراحة».
ثم يزيد البحريني العاشق للهلال: «من وجهة نظري، إن أسلوب طرح الرئيس للمواضيع الشرفية يعطي أعضاء الشرف الصورة المحببة لهم، ويظهر الرئيس بصورة تليق به، ويخدم خزانة الهلال مستقبلاً.
أتمنى أن يحظى الحوار بصدى إيجابي من إعلاميي الهلال، خاصة الأقلام المؤثرة من قادة الرأي العام الأزرق».
رسائل مهمة
ويقول الشاب يزيد أبونيان: إن حديث الرئيس تضمن رسالتين مهمتين عن بيئة الهلال للجماهير واللاعبين. وفي التفصيل يشير يزيد إلى الرسالتين: «للاعبين الهلاليين وغيرهم يرون بيئة الهلال ورؤسائه وأعضاء شرفه الإيجابية، وكيفية احتواء المشاكل الخاصة، وتشجيع اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم، إضافة إلى التزام الإدارة بالعقود.
والثانية للجماهير، وهي ترتكز على مطالبتهم بعدم تصديق كل ما يُكتب، وعدم الانجراف وراء الشائعات، وتوجيه الاتهامات لرجالات الزعيم.
كما طالبهم بالابتعاد عن مهاجمة أعضاء الشرف والداعمين للضرر الذي يسببه هذا الهجوم وتنفيرهم وغيرهم».
من جانبها، تذكر الإعلامية هيا الغامدي أن الرئيس عبَّر عن الكثير من القضايا العالقة بالشأن الهلالي بشيء من الموضوعية والحكمة والاتزان، وبخاصة القضايا المختلف عليها، كموضوع فهد المفرج وناصر الشمراني، ووضع النقاط على الحروف بخصوصها.
تضيف: «والأجمل الوعد الذي قطعه (وجه السعد) لجمهور الزعيم بإحضار مدرب ولاعب محلي، سواء استمر برئاسة النادي أو لا.
وفي هذا رسالة واضحة للجماهير بأن فريقهم بأيدٍ أمينة قادرة على تصحيح الأوضاع ولمّ الشمل من جديد».
يؤكد مقرن السميري أن رئيس الهلال أوصل رسالة عن الجيل السابق للجيل الحالي، وذلك عندما وصف من سبقوهم بالرجال، وفي هذا توجيه للاعبي الفريق بأن يقتدوا بلاعبي الجيل السابق في بذلهم، وإخلاصهم، وتفانيهم من أجل الشعار.
ويختصر المشجع عبدالله بن حمد الظهور الإعلامي لرئيس ناديه بكلمات، قال فيها: «حضور جميل ومشرف لنواف بن سعد.. حضرت فيه هيبة الهلال.. أخلاق.. دبلوماسية.. احترام للنفس وللغير.. الله يوفقه لما فيه الخير».
بيئة الهلال
ويجدد فهد بن نايف (مسؤول نشر إلكتروني) اختصار حديث الأمير نواف بن سعد بتغريدة كتبها عبر حسابه في موقع «تويتر»، جاء فيها: «بيئة الهلال ليست كالبقية.. هناك مبادئ وأدبيات».
ويرى عبدالرحمن الفهيد أن المقابلة التي طل فيها الرئيس على الجماهير الهلالية في هذا التوقيت كانت رائعة؛ لأنها جاءت لترسيخ مبدأ سياسة الزعيم والتقدير والاحترام بين الزعماء، شرفيين ولاعبين وجمهورًا.
وعلّق عثمان الغامدي على الجزء الأول من المقابلة تحديدًا بتأكيده أنه وضح للمشجع الهلالي أشياء كثيرة داخل النادي.
وأضاف: «كلام وجه السعد وإجاباته منطقية».
فيما قال علي المنهبي: «الأمير نواف كان متزنًا في لقائه واضعًا المبادئ الهلالية العريقة كأساس لعمله.
وضع النقاط على الحروف، وأعتقد أن موسمه الثاني إن استمر سيكون رائعًا».
وأثنى ناصر محمد الفراج على حديث رئيس ناديه بقوله: «رئيس محب ومحنك وعاقل. جميع ما قاله مقنع جدًّا.
ومن يعمل بالنادي غير من يسمع. عيبه الوحيد أنه ليس (مطنوخًا) يعني يقدح من رأسه لقلة السيولة، رغم أنه على كلامه دفع وما قصر حسب إمكانياته».
كذلك امتدح أحمد العبدالكريم حديث الأمير نواف بن سعد، وقال: «أظهر وجهًا دبلوماسيًّا إعلاميًّا.. واضح أنه من الصعب الوصول إلى مبتغاك معه كإعلامي؛ فهو ليس كغيره. الله يوفقه ويوفق الهلال في المرحلة القادمة».
الثقة والمبادئ
واعتبر نجل مؤسس نادي الهلال فهد بن عبدالرحمن بن سعيد ظهور الرئيس بمنزلة ظهور إعادة الثقة بين الإدارة والجمهور، وقال: إن المقابلة أعطت انطباعًا بأن الإدارة قريبة من كل منتسب للهلال، سواء من أعضاء شرف وجمهور ولاعبين.
ويعتقد ناصر السبيعي أن الأمير نواف بن سعد من خلال لقائه المتلفز رد اعتبار الشرفيين ومجلس الإدارة، ورد على الشائعات التي استشرت حول المدرب دونيس واللاعب ناصر الشمراني، وبيّن أسباب عدم التعاقد مع لاعبين جدد.
بينما يؤكد طارق المزيد أن رئيس الهلال بلقائه يختصر الانطباع عنه بكلمتين (رئيس ثقيل) - ما شاء الله -، وهو موضع ثقتنا كجمهور هلالي.
ويلتقط المعلم أحمد المنيع ظهور رئيس الهلال من زاوية مختلفة، يقول فيها: «عندما تكلم عن سياسته بتأسيس اللاعب الناشئ فهذا ما يهدف إليه أن يكون اللاعب على اطلاع تام بأدق التفاصيل. ولخصتها بهذه الأسطر: المبادئ لا تهتز ولا تتغير مهما كان اللاعب على درجة فنية عالية، يظل الانضباط والمنظومة أهم، وتعطي رسالة لجميع اللاعبين، وتحقق مكاسب للمستقبل، وبإذن الله سنقطف الثمار».
الناشط الهلالي في مواقع التواصل الاجتماعي مساعد الجريس وضع تعليقه بين قوسين: «سكب الماء على النيران المشتعلة حول النادي بعبث أطفال، وبعضها بعبث كبار»، وزاد على ذلك بقوله: «أوضح الأمير نواف ما لم يكن واضحًا من بداية الموسم حول منهج عمله، وكذلك أوضح علاقته وتوجهه مع المدربين فنيًّا.
يعني أعطاك إياها من الآخر: أنا لا أتدخل بعمل المدرب».
استنتاج ومراوغة
لخص محمد علي الدوسري استنتاجه من حديث رئيس نادي الهلال في نقاط عدة:
- أنه باق في منصبه، وينتظر من أعضاء الشرف دفع باقي المبالغ التي تعهدوا بها.
- أنه تكفل بالتعاقد مع مدرب جديد، وبصفقة لاعب محلي (أسامة هوساوي).
- تغيير اللاعبين الأجانب كافة.
- تغيير مدير الكرة للفريق الأول الموسم المقبل.
- إحداث غربلة في صفوف الفريق الأول، تشمل اللاعبين المحليين، والاستفادة من التقعيد.
لكن المشجع الهلالي عبدالله الحربي يرى أن اللقاء غلب عليه الإجابات الدبلوماسية والمراوغة - على حد وصفه -، وقال: «تميز بكيل المديح المعتاد لأعضاء الشرف محاولة منه لكسب رضا الجميع، والدفاع عن الرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وذكر مآثره المعروفة على نادي الهلال، وذكر أسماء العاملين كلهم في النادي، ولكنه أغفل - حفظه الله - ذكر المستخدمين!».
وانتقد الحربي ظهور الرئيس: «لم يشف صدورنا بالتعليق على الكوارث التي ارتكبها المدرب دونيس في الخطط التي لعب بها، وكيف لعب بأعصابنا معها، ولم يذكر جوابًا شافيًا لإبعاد اللاعب ناصر الشمراني عن التشكيلة؛ كي ترتاح قلوبنا».
ويختم الحربي رأيه الصريح: «يظهر لي أنه قبل اللقاء تم الاتفاق على الكثير من النقاط للمرور عليها مرورًا عابرًا دون الوقوف على أهم مفاصلها. كان لقاء ماتعًا، والمتعة فيه رؤية رئيس الزعيم فقط!».
ويشاطر راشد الشقيق الحربي الرأي بقوله: «يبدو لي أنه اتصف بالدبلوماسية الإيجابية، التي أراد الأمير من خلالها ألا يخسر أحدًا.. غير أنه - كما ذكر أخي عبدالله الحربي - لم يتطرق لتخبطات دونيس. عمومًا، اللقاء متميز ومطمئن لعشاق الكيان».
علاقات عامة
يرتفع صوت المنتقدين، ونسمع رأي الإعلامي شائع المسعر الذي قال: «الحوار لم يضف جديد؛ فقد كان الأمير نواف حذرًا جدًّا جدًّا.
كنت أتمنى طالما خرج في حوار أن يكون صريحًا عند تطرقه للعديد من الأمور، لعل أهمها موضوع عقد (صلة) الذي مر عليه مرور الكرام، وكذلك مستقبله مع الهلال الذي حتى الآن لا تعرف عنه الجماهير هل سيستمر هو في رئاسة النادي أم لا؟! أيضًا موضوع ناصر الشمراني بقي غامضًا. وبشكل عام، الحوار أعتبره حوار علاقات عامة، بينما هناك العديد من الأمور التي كنت أتمنى بوصفي مشاهدًا أن يكون الحوار فيها أكثر وضوحًا وشفافية».
واختصرت الإعلامية منيرة القحطاني رأيها ببضع كلمات موجزة، قالت فيها: «كان متحدثًا بارعًا ودبلوماسيًّا محنكًا من مدرسة عبدالرحمن بن مساعد، لكنه حوار بلا نتيجة تثلج الصدر»!.
أخيرًا، قال المشجع أمين الراشد: «مقابلة الرئيس كلام مكرر، ولا يوجد فيها شيء جديد».