«الجزيرة» - تواصل:
في إطار الرؤية المستقبلية للمملكة، وبحث سبل حماية الشباب ضد الانحراف وكيفية استدراج العقول الشابة لتأييد هذا الفكر الهدام، تحرص اثنينية الذييب على مناقشة هذا المحور الهام في ندواتها الأسبوعية، مستعينة بمعاونيها من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال، حيث استضافت الاثنينة المستشار سعود المصيبيح الخبير التربوي والأمني للحديث عن المناهج التعليمية وضرورة إعدادها بشكل يتواكب مع المتغيرات المجتمعية والعالمية، ليكون حائط الصد المنيع في عقول أطفالنا وشبابنا بدلاً من احتمالية استهدافهم من خلاله.
في بداية اللقاء تحدث الدكتور سعود عن انتشار الإرهاب في الفترة الحالية، وكيف أن هذه الآفة لم تكن موجودة في عقول الأجيال السابقة في المجتمع السعودي، مرجعاً السبب في ذلك إلى حالة الاعتدال الفكري التي كانت تسود المجتمع في الفترات السابقة من عمر هذا المجتمع العريق.
يقول الدكتور المصيبيح: «في أيامنا كان الجيل يعيش حالة من التآلف الفكري الرائع وكانت حتى الأنشطة المدرسية تدعم الأفكار المتزنة وتصب جميعها في مصلحة اللحمة الوطنية وبالتالي لم يكن هناك مجال للإرهاب ولا لانتشار الأفكار الإرهابية الهدامة».
وبالاعتماد على مسألة التعليم وكيف انها هي الأساس في حل مشكلة الإرهاب وانحراف الشباب واتباعهم الفكر الإرهابي، يرى الدكتور سعود أن الضرورة الملحة الآن هي في تطوير المواد والمناهج التربوية والتي يجب أن تصمم بطريقة تزيد من ترسيخ الحس الوطني لدى الطلاب في مراحلهم الأولى ليكون ذلك سبباً في عدم تأييدهم لما يضر بمصلحة الوطن بأي شكل من الأشكال.
وبينما دار النقاش حول المناهج التربوية تسأل الإعلامي مناحي الحصان عن تأثير الإعلام الجديد ووسائل التواصل؟ وكيف أنها من سبل التأثير في عقول الشباب وصغار السن في هذه الأيام، حيث أجاب الدكتور المصيبيح بأن هناك ضرورة ملحة في هذه الفترة لإضافة مادة جديدة باسم التربية الإعلامية والتي من شأنها أن تزيد من ثقافة المتلقي للأخبار والأفكار عبر وسائل التواصل وتزيد من قدرته على تحليل ما يتلقاه من أفكار قبل أن يتأثر بها أو يتبناها.
ونوه الدكتور المصيبيح إلى أن مروجي الفكر الإرهابي يدرسون جيداً مراحل تطور العمر لدى الشباب ويعرفون السمات المهمة في كل مرحلة
فمع مرحلة البلوغ يزيد النشاط الجنسي لدى الشاب وذلك فعند استهداف هذه الفئة من الشباب يتم التركيز على إغراءات معينة مثل الحور العين وكيف أن المفجر لنفسه سيحظى بعدد هائل من الحور العين بمجرد أن يلفظ انفاسه.
كما أن استغلال التفسيرات الخاطئة للدين تجعل هذه الفئة من الشباب يقبلون على ارتكاب الجرائم التفجيرية للتخلص من الذنوب التي قد يرتكبونها في سنهم الصغير ورغبتهم في التكفير عن هذه الذنوب بتفجير أنفسهم ظناً منهم أنها الشهادة التي تجب ما قبلها.
وتطرق الأستاذ فالح السمحان، المعلم والتربوي، إلى أن ضرورة تغيير المفاهيم في بعض المناهج تسبقه ضرورة النهوض بمستوى التعليم والثقافة بشكل عام.
وعلى حد تعبيره: «إن مستوى التعليم لدى الأجيال الحالية منخفض كثيراً وبالتالي تتعذر وسائل الإقناع وتستحيل إمكانية تغيير المفاهيم الخاطئة لديهم».
ويضيف قائلاً: «لا يمكن أن تشرح للطلاب معاني ومواقف السيرة النبوية ولا القيم الدينية الصحيحة لطالب لا يمكنه القراءة والكتابة بشكل صحيح».