حَدِّثِيني
يا امرأةً تَعزِفُ الأنغامَ بإيقاعٍ حَزِينِ
حَدِّثِيني..
إنَّ صُبحَكِ مُسفِرٌ
إنَّ جَمالَكِ المَرسُومُ وَمْضاً زاهِياً، تاجاً على هامِّ الجَبينِ
جاءَ يَشدُو،
جاءَ يُلهِمُني نَثاراً من حَنِيني،
مُتفائلٌ بِحُضورِكِ العَذبِ يَغُوصُ إلى الحَنايا، يُبعثِرُ خارِطةَ الأنِينِ
حدِّثِيني
قد سألتُكِ والسُّؤالُ يَظَلَّ يَرشِفُ من ظُنوني
أيُّ حُسنٍ أنتِ مِنهُ ؟
أيُّ حُسنٍ؟
أيُّ حُسنٍ؟
رَدِّدِي بَعضَ المَقاطِعِ عَلَّها تَغتالُ صَمتَكِ ثم تَرحَلُ في سُكوني
وتَمُرُّ عَبرَ خاطِرَتي فَتَدْمِي،
أتَداعَى،
أتَداعَى،
لأني قد أهاجَ الدَّمعُ طَرْفي
واستَفَزَّتني المسافةُ مِثلما أعيَتْهُ حَرْفي
مِثلما عانَيْتُ خَوْفي ..
حَدِّثِيني
كَمْ أتاكِ الشَوقُ مَبْعوثاً يُغرِّدْ
ومَصلوبَاً على أفُقٍ جَمِيلٍ انْتِظاريَ كَمْ تَشرَّدْ
ومَسافاتُ اللِّقاءِ الحُلوِ تَقصُرُ ثُمَّ تَقصُرُ،
تَتَطاوَلُ في شَرايِيني فَتَسعَدْ ..
وها رَحِيلُ الشُّؤمِ يأتي
والتقَيْنا ذاتَ نَبضٍ في المَدَى
فاطَلَّ الصَّمتُ حُزناً، أيُّ حُزنٍ؟
أيُّ حُزنٍ؟
وسألتُ ...
حَدِّثِيني
أيُّ حُزنٍ فَرَّ مِنكِ صارَ عَمداً يَحتَوِيني
حدِّثِيني
إني سَكبتُكِ أدْمُعاً وحَملتُ عِشقَكِ في عُيوني
وتَلَوْتُ سُطورَ شِعْري
كَيْ تَنامِي تَحتَ ظِلِّي
كَيْ تَكوني
فَلْتَكوني إن أرَدْتِ
حَرفاً يُعانقُ أحرُفاْ
فَجراً يَطِلُّ صَباحُهُ ألقاً .. يَفِيضُ عواطِفاْ
ورَفِيفُ أجنحةِ الفَرَاشِ مع الوُرودِ تَلاطُفاْ
فَرَحاً كهذا أرَدْتُكِ أن تكوني
إن رَضَيْتِ فحدِّثِيني
يا امرأةً تُزْهِرُ في رِياضي
وتَعُودُ تَمتَهِنُ التَّباهِيَ باعتراضِي ..
لِتُحاصرَ الأيامُ عِندي كُلِّ ماضي
فاعزِفي بَعضَ المَقاطِعِ بإيقاعٍ حَزِينِ
واسْمِعِيني
فأنا مِنكِ نَشِيداً يَرتَجِيكِ أنْ خُذِيني،
أنقِذِيني،
يا امرأةً تُبْحِرُ ثمَّ تُبْحِرُ
ثُمَّ تَغرَقُ في سِنِيني
ثُمَّ تَغرَقُ في سِنِيني.
- محمد حسن الشيخ