«الجزيرة» - ناصر السهلي:
مع نهاية العام الدراسي الحالي تودع وزارة التعليم في أرشيف ذكريات التعليم أطول أنظمة الثانوية عمراً وهو النظام (السنوي)، بعدما ظل مطبقاً في المرحلة الثانوية لفترة طويلة ناهزت بدء التعليم النظامي في المملكة، وشكل رافداً مهماً للخريجين في حقبة زمنية امتدت عشرات السنين. يأتي اليوم هذا النظام في وقت تلقت فيه مطابع وزارة (التعليم) أخيراً أذونات بطباعة الكتب بنظاميها (الفصلي ونظام المقررات) اللذين حلا مكان النظام السنوي ليصبح النظام (الفصلي) هو سيد الموقف بدءا من العام الدراسي المقبل 38-37 وهو ما أكده وكيل وزارة التعليم للمناهج و البرامج التربوية الدكتور محمد بن عطية الحارثي في وقت سابق لـ (الجزيرة) عندما قال «سننهي مرحلة العمل على تطبيق النظام الثانوي السنوي بنهاية العام الدراسي الحالي بعد أن عملنا على إحلال النظام الفصلي مكانه خلال العامين الماضيين وهو ما سيطبق بشكل كامل في المرحلة الثانوية بدءا من العام الدراسي القادم» وزاد د. الحارثي توضيحاً «مستمرون في إنهاء إجراءات طباعة كتب نظام المقررات الثانوي التي تطبق في المدارس الثانوية المحددة سلفا إلى جانب النظام الفصلي».
و اعتبر تربويون ومختصون أن التحول بات ضرورة تحتمها متطلبات المرحل، وتراعي خصائص الطلاب واتجاهاتهم في ظل التداعيات التقنية المتجددة، فيما أكد آخرون أن النظام (السنوي) أصيب بالشيخوخة ولم يعد يتماشى مع التحول العالمي لاقتصاد المعرفة، ورؤية المملكة 2030م حيث ظهر خلال السنوات الطويلة التي طبق فيها العديد من الاحتياجات التطويرية التي تستدعي تطوير عدد من عناصر نظام التعليم الثانوي ومناهجه؛ ليكون أقدر على مواكبة العصر.
من هنا جاءت الموافقة السامية الكريمة على تطبيق النظام الفصلي في المرحلة الثانوية ليحل بديلا للنظام السنوي بشكل تدريجي ابتداء من الصف الأول الثانوي، ليكتمل التطبيق بعد 3 سنوات دراسية متدرجة تتحول معها جميع مدارس النظام السنوي للتعليم الثانوي الحالية إلى النظام الفصلي الجديد؛ مع استمرار تطبيق نظام المقررات المعتمد من المقام السامي الكريم؛ ليكون موازياً لهذا النظام
وبنظرة مقارنة تفصيلية لأبرز مزايا نظامي المرحلة الثانوية (الفصلي، المقررات) نجد أن التعليم بدأت في تطبيق النظام (الفصلي) منذ عام 1435 - 1436 حيث يتكون من6 مستويات على الأقل يعبر عنها بـ : م1 و م2 و م3 و م4 و م5 و م6 و قد تمتد لأكثر لمن تعثر، ويعامل كل فصل بشكل مستقل وليس له علاقة بالفصل الثاني في المواد.
ويمتاز النظام الفصلي بتقليل مدة تقويم الطالب للحكم على تحصيله الدراسي وذلك من خلال فرص النجاح المتاحة في المواد الدراسية من خلال اختبار (دور أول، دور ثان، تعثر) كما يتيح النظام لطلابه الدراسة الصيفية في أي مدرسة متاحة بهدف تسريع الدراسة واجتياز مواد التعثر، ويتيح النظام الفصلي 3 مسارات للبنين والبنات (العلمي) (الأدبي) (الإداري) وتعامل درجة كل مادة بنسبة 100 %، على النحو التالي : 50 درجة للاختبار النهائي، و 50 أعمال سنة، فيما تقسم أعمال السنة على اختبار فترتين لكل فترة 10 درجات و الغياب والحضور لكل مادة 5 درجات والمشروعات 10 درجات و المشاركة 5 درجات و ملف الأعمال 5 درجات و الواجبات 5 درجات. ويمنح الطالب نهاية كل فصل دراسي سجل أكاديمي يبين المواد التي قطعها وتقديراته، فيما يطبق المعدل التراكمي في هذا النظام من السنة الأولى بنسبة 25 % والسنة الثانية بنسبة 35 % والسنة الثالثة بنسبة 40 %. وفي نظام المقررات لا تزيد فترة تسجيل الطلاب والطالبات عن (3 أيام) من الأسبوع الأول للفصل الأول ومثلها للتسجيل للفصل الثاني، وتحدد المدرسة مدة التسجيل المبكر للفصل الصيفي بنهاية الفصل الثاني.
و تركز جداول الطلاب في الفصلين الدراسيين الأولين من النظام على البرنامج المشترك و يمكن للمدرسة أن تعمل بنظام المجموعات المعدة جداولها مسبقاً للطلاب الجدد للفصل الأول ولا يتجاوز العمل بذلك الفصلين الأولين لهم مع فتح المجال في الفصول اللاحقة لاختيار الطلاب من بين المقررات و يمكن نظام المقررات المدارس المطبقة له من تدريس الطلاب المسجلين 8 حصص دراسية في اليوم يسجل الطالب فيها ما يناسبها من مقررات، ويشغل ما تبقى بالأنشطة الصفية وغير الصفية والبرامج المتنوعة التي تقدمها المدرسة بيد أن النظام لا يسمح بخروج الطلاب من المدرسة في حصص الفراغ، ويكون العبء الدراسي لطلاب الفصلين الدراسيين الأولين من (30 – 35) ساعة، أما الطلاب الذين انخفضت معدلاتهم التراكمية عن تقدير (جيد) فيحق لهم تسجيل ما بين 5-6 مقررات للفصل الدراسي (25- 30 ساعة)، فيما أتاح النظام للمتفوقين الذين وصلت معدلاتهم التراكمية إلى أكثر من 90 (ممتاز) تسجيل 8 مقررات (40 ساعة) في الفصل الدراسي.
ويسمح نظام المقررات بأن يختار الطالب مساره التخصصي - بمساعدة مرشده الأكاديمي- بعد إتمام دراسة 60 ساعة (12مقرراً دراسياً) ويجوز له أن يغير مساره التخصصي إلى المسار الآخر إذا تبين أن مسار التخصص الذي اختاره لا يتناسب وقدراته وميوله، من خلال المرشد الأكاديمي، وبعد موافقة ولي الأمر مع احتساب المقررات التي درسها في حال تغيير مسار التخصص ضمن معدله التراكمي.
وعرف النظام باسم (المقررات) كونه يجيز للطالب أن يضيف إلى المقررات التي سجلها (مقرراً) أو أكثر في فترة الإضافة التي تحددها المدرسة خلال الأسبوع الأول من الفصل الدراسي، وبعد موافقة مرشده الأكاديمي، فيما يجوز للطالب أن يحذف مقرراً أو أكثر خلال فترة الحذف التي تحددها المدرسة بنهاية الأسبوع الثاني من الفصل الدراسي بيد أن نظام المقررات لا يسمح للطالب حذف الفصل الدراسي كاملاً فيما عدا الفصل الصيفي إلا بعذر يوافق عليه مجلس إدارة المدرسة. ويعتبر الطالب متخرجاً من المرحلة الثانوية بنظام المقررات إذا اجتاز جميع المقررات المطلوبة بما لا يقل عن (200) ساعة، وفق التوزيع التالي:130 ساعة من البرنامج المشترك، 60 ساعة من البرنامج التخصصي، 10 ساعات من البرنامج الاختياري.