حينما تنقل وسائل الإعلام ما تقوم به المملكة من عون مباشر وفعّال يحققه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دون منٍّ أو أذى ودون توجهات سياسية وفي كل اتجاه قريب أو بعيد بقصد التخفيف من سطوة الجوع ومن سطوة المرض ومن سطوة الظلم والقهر والتشريد ومن آثار الكوارث يشعر المواطن أن دولته معنية بالإحسان للبشرية جمعاء، وحينما يشاهد المواطن عناية المملكة بالحجاج والمعتمرين والزوار وتيسير أمورهم منذ تطأ أقدامهم ثرى المملكة يشعر المواطن بالغبطة والسرور، وحينما يسمع دعاءهم بإخلاص واعترافهم بحنو هذه الدولة الراشدة على الإنسان من حيث هو إنسان يبتهج بمصداقية ما تقدمه المملكة في الداخل وفي الخارج من جهود إنسانية رفيعة المستوى، وحينما يلحظ الباحث اجتماع الكلمة والتضامن بين الراعي والرعية ورضا الأمة بالتحاكم إلى شريعة الإسلام يتيقن أن هذه الدولة محظوظة بقادتها وبعلمائها وبحكومتها وبمنهجها المتفوق، وحينما يشاهد هيكلة المرافق والسعي الحثيث في اختيار الكفاءات لتحمُّل المسؤوليات يحس المواطن بحكمة وبُعد نظر ولاة الأمر ويزداد اطمئناناً على مستقبل بلاده وحسن تصرفها ورغبتها في تحقيق المزيد من الرقي والتقدم.
إن الحزم والعزم وحسن النية والعدل والعناية بالأمن من أهم دعائم المستقبل المبشر بالخير في كل عصر وفي كل مكان ولا يعزب عن ذهن المواطن تعدد المسابقات الهادفة إلى تحقيق معالي الأمور وسامي المقاصد منها ما هو دولي ومنها ما هو محلي وكلها بناءة وفي الاتجاه الصحيح.
إن المعتقد السليم الصافي والنهج القويم الذي تتمتع به هذه الدولة الراشدة وتعض عليه بالنواجذ هو من الأسباب الرئيسة لنجاحها وتفوقها في قهر الإرهاب، وهو من أسباب جمع الكلمة والتضامن بين الراعي والرعية وتفوقها في تحقيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة أثبت لها خيريتها وسموها.
وحينما يمعن المواطن الصالح النظر فيما أنجز من المشروعات الحيوية كالمطارات والموانئ والعقبات ما بين أعالي المملكة وسهولها التهامية، وما أُنجز من الخطوط الحديدية ما هو تحت التنفيذ وبناء الخطوط الدولية البرية والداخلية يعلم علم اليقين أن المملكة في مقدمة الدول الشابة الناهضة، وأن ما أُنجز حتى الآن ليس يمثل طموح الدولة وطموح مواطنيها فحسب، لكن ذلك يقيم الدليل القاطع على مستقبل زاهر واعد لهذه الدولة، ولا يقلل من أهمية هذه المنجزات العملاقة ما قد يطرأ في حالات معينة من أخطاء، فكلنا بشر معرضون للخطأ وللصواب، وفي هذا العهد الزاهر الميمون عهد الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين تبوأت المملكة العربية السعودية منزلة عالية من الاحترام والتقدير وتحقق في وقت يسير ما لم يكن في الحسبان، وأصبحت المملكة معجزة بكل المقاييس ولفتت أنظار العالم وهي جديرة بما تحقق من منجزات دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
أدام الله على أمتنا أمنها واستقرارها، وحفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا من كل مكروه.
- محمد بن حمد آل فريان