«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
هذا العصر يُعتبر عصر العنف بصورة عامة، وعنف الرجل ضد المرأة بصورة خاصة؛ فلقد تجاوز بعض الرجال حدودهم في علاقتهم بالنساء، وعلى الأخص الزوجات. فكم طالعتنا أخبار مؤسفة، بل مؤلمة حد الألم الشديد، ونحن نشاهد صور الفيديو أو الصور الملونة التي تصلنا عبر (السوشل ميديا). لقد تجاوز بعض الرجال كل ما هو معقول، وحطموا «القوارير» التي أوصانا بها رسولنا الكريم خيرًا.. حتى باتت النساء اللواتي يعانين عنف وبطش أزواجهن في تزايد مستمر.. وهذه الزيادة المؤسفة ترتفع بصورة مذهلة يومًا بعد يوم.
وعفوًا سيدي الرجل؛ فليست هذه الكلمات تحاملاً عليك، أو وقوفًا بجانب المرأة الضعيفة والمكسورة الجناح كما يقال.. إنما هي نتيجة طبيعية وحتمية لما هو معاش؛ فأرقام العنف ضد المرأة بارتفاع، ليس فقط في بلادنا وإنما في مختلف دول العالم. فبالأمس أقدم زوج أمريكي على قتل زوجته بعد حياة زوجية دامت أكثر من 5 عقود. وبرر الزوج فعلته الوحشية بعجزه عن علاجها. والعنف ضد المرأة - كما تشير أبحاث ودراسات علماء النفس وخبراء التصرف الإنساني - يشير إلى أن المرأة في العقود الأخيرة عانت الكثير من الاضطهاد والخطف والأسر والاغتصاب.. ورغم ما حصلت عليه المرأة من مكانة رفيعة في مختلف دول العالم، ووصولها لمراكز قيادية، فهي - من جانب آخر - تعاني ظلمًا من بعض الأزواج وذوي القربى؟! ومع ذلك، ومن المفارقات العجيبة، أن تجد سيدة لها مقامها في مجتمعها، وعندما تصل إلى بيتها، مسكنها الآمن، تواجَه بعنف، وحياة أصعب مما كانت تتوقعه مع زوجها من قبل.. بل هناك أزواج راحوا يتحكمون في رواتب زوجاتهم؛ لطموحهم الشديد؛ فحولوا هذا الطموح نحو زوجاتهم؛ فأسسوا مؤسسات وشركات بأسمائهن، وبدأ بعضهم في استغلالهن أبشع استغلال؛ وبالتالي تورطت الكثير من الزوجات نتيجة جشع هؤلاء الأزواج الذين لم يخافوا الله، ولم يراعوا ضمائرهم. وكم من زوجة مسكينة راحت تسدد مديونيات وقروضًا أخذها زوجا الخائن للعِشرة.. وزوج لم يكتفِ بسلب أموال زوجته وتسخيرها له، ولمآربه وأهدافه؛ فقادها إلى طريق الانحراف.
والمتابع للصحافة العالمية وما تنقله لنا من أخبار من هنا وهناك نجد كمًّا هائلاً من الأخبار التي توثق عنف الرجال البشع ضد المرأة.؟! فهذه زوجة شابة جدع زوجها أنفها لسبب تافه.. وزوج رمى ماء النار على جسد زوجته؛ لأنها لم تُحسن عمل الخبز!! ومئات الحوادث والجرائم التي تُرتكب في حق المرأة كما ترصدها وسائل الإعلام المختلفة.
والعنف ضد المرأة - وكما يشير الخبراء - هو انتهاك صارخ لحقوقها باعتباره شكلاً من أشكال الجريمة.. وكذلك كل تصرُّف ترتَّب عليه أذى جسدي أو جنسي أو نفسي أو اقتصادي أو حتى معاناة ما، قد لا يتاح للمرأة المعنفة الإفصاح عنها..؟! وهنا المشكلة الكبرى عندما يوجد عنف ضد امرأة، ولا أحد يعلم به إلا الله.؟! ولولا كاميرات المراقبة التي ترصد ما يدور هنا وهناك لما علمنا بما يحدث داخل الكواليس..وما يدور خلف الجدران المغلقة؟!
وقبل سنوات طالعنا تقرير صادم صادر عن اللجنة النفسية في الغرفة التجارية في جدة، تناقلته وسائل الإعلام المحلية في حينه عن هروب 1400 فتاة سعودية خلال عام، وذلك في إحصائية ذكرت أن العنف الأسري سبب رئيسي لهذه الظاهرة.
فيما رصد التقرير بقية الأسباب بنسب مختلفة، من بينها ارتفاع معدلات الطلاق بالتزامن مع رصد عدد من الجرائم. ورصد التقرير كذلك أكثر من 26.6 % من قضايا الإهمال، وسُجِّلت قضايا سوء المعاملة النفسية للأطفال بنسبة 22.8 %، إضافة إلى سوء المعاملة الجسدية بنسبة 12.2 %.
والكتابة تطول عن العنف ضد المرأة، كان الله في عونها!