حوار - عبد الله الشتيلي:
عندما نقول الشاعر جميل رشيد الزلامي فإننا نقول شاعر جميل لايبحث عن البهرجة الإعلامية بقدر ما يبحث عن المفردة الجزلة، حبه لعمله وخدمة وطنه حال دون إقامة العديد من الأمسيات واللقاءات الشعرية. مدارات حاورته وخرجت بهذا الحوار:
* متى اكتشفت موهبتك الشعرية, وهل لوالدك رشيد رحمة الله دور؟؟
- في الحقيقة أن أول مرة اكتشفت فيها موهبتي كانت في المرحلة الابتدائية عندما كتبت بيتين نالت استحسان الوالد رحمه الله اعتذاراً عن خطأ اقترفته وغضب منه رحمه الله فكتبت له بيتين:
يابوي انا كان صغر السنً يغلبني
وغلطت غلطة ما تسوى شي وصغيرة
الواجب انك عليها ما تحاسبني
افتح ملفٍ جديد وغيّر السيرة
وتشرفت برد حكيم منه رحمه الله وجزاه عنا وعن محبيه خير الجزاء ولكن للأسف لا احفظه الآن.
* هل تحمل جينات من والدك.. وهل خدمك اسمه كشاعر؟
- لاشك أن الشعر من المواهب التي تنتقل بالوراثة.
* ماذا فعلتم بالتراث الشعري الجميل الذي خلفه والدكم رحمه الله ؟
- تم جمعه وإعداده للطبع وقريباً سيرى النور إن شاء الله.
* مارأيك بفن المحاورة وهل لك تجارب بهذا الفن؟
- فن المحاورة هو الفن التراثي الأول بدون منازع في الخليج فهو فن ممتع ومثير، صنع مجده تسعة عباقرة لا زال الجمهور يتذكر محاوراتهم، رشيد الزلامي - عبدالله المسعودي - مطلق الثبيتي - محمد الجبرتي - صياف الحربي رحمهم الله وخلف ابن هذال - مستور العصيمي - شليويح المطيري - احمد الناصرالشايع وهؤلاء هم الرعيل الأول وهم من صنع مجد المحاورة التي وصلت لقمتها في مهرجان الجامعة وحفلات المغترة التي كان يقيمها ويرعاها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير حفظه الله ورعاه فهو صاحب الفضل الكبير على تراث المحاورة وشعرائه ومحبيه.. اما بالنسبة لي فقد مارست هذا الفن كهواية في حفلات قليلة بعد تخرجي من الجامعة ولم تكن لي الرغبة بالاستمرار أو الممارسة وهو عامل مهم للتطور في هذا الفن رغم قدرتي عليه.
* حضورك قليل في الأمسيات والمهرجانات؟
- صحيح وذلك بسبب ظروفي العملية واكتفائي واخوتي بما كان والدنا رحمه الله يقدمه.
* هل ترى أن القنوات الشعبية تؤدي دورا إيجابيا ؟
- لاشك أن للإعلام ومنه القنوات المتخصصة في التراث بفروعه دور مهم في دعم أي مجال وإبرازه ونشره، ولكن يجب على الإعلام تمييز ما يستحق التقديم مما لا يستحق لكي يكون دوره بناءً وليس هداماً.
* هل أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على بناء القصيدة من وجهة نظرك؟
- بلا شك أنها طورت ثقافة الناس ومستوى نقدهم وحتى مفرداتهم وتركيباتهم الشعرية رغم ما لها من سلبيات إلا أنها أفادت ونشرت الكثير.
* هل انتهى وقت مجاملة محرري الصحف بعد انتشار هذه الوسائل الحديثة؟
- نعم .. الآن أصبح لكل جريدته ومنبره الخاص وأصبح هو المسئول عن إيصال صوته ويبقى الحكم لذائقة الجمهور لفرز الغث من السمين.
* هل انتهى زمن القصائد الحولية ؟
- لا أتوقع ذلك، وأتمنى أن لا ينتهي لأنها من أجمل الشعر.
* كان الوالد رحمه الله من رواد مجلس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز .. حدثنا عن هذه العلاقة؟
- صحيح .. فمجلس سموه حفظه الله مفتوح للجميع ويجمع خيرة الرجال ويتميز باستمرار رعايته حفظه الله له طول الوقت واستقبال الامراء والمواطنين وسموه الكريم من خيرة من يقصده الرجال في كل الأمور، لذا كان والدي رحمه الله من رواد هذا المجلس العامر وكان يحيط والدي رحمه الله باهتمامه وتقديره حفظه الله وفيه يقول من قصيدة طويلة :
انا كل ما وجهت وجهي مغيب الشمس
تذكرت قصرٍ جعل راعيه يسلم لي
* كلمة أخيرة
- شكراً لمدارات على اهتمامها بالأدب الشعبي.