خالد الربيعان
ديون الأندية السعودية ما زالت نجم الساحة في الفضائيات والجرائد! في هذا المقال سأحكي لكم قصة مثيرة، هذه القصة أوجهها بالأساس للأندية السعودية!
جيلنا بالذات يعرف جيداً نادي بارما الإيطالي، النادي المدلّل في إيطاليا والذي يمتلك جاذبية لا يمكن تفسيرها حتى الآن! هذا النادي العريق حقق بطولات كبيرة في التسعينات، غير ذلك فسبب معرفتنا به وإعجابنا الشديد هو إخراجه لأساطير في عالم كرة القدم ، تشكيلة سنة 2000 فقط كان فيها بوفون وكانافارو وتورام وكريسبو ودي فايو وأورتيجا!
بارما سر سقوطه هو اللاعبون ورواتبهم! كما يحدث الآن في أنديتنا! في 2007 كان في سجلات نادي بارما 240 لاعباً، رواتبهم وثمن صفقاتهم جعلت النادي مديوناً بـ 18 مليون يورو، هذه الديون أصبحت 200 مليون في يونيو الماضي، وأشهر النادي بسببها إفلاسه! وتم استبعاده من دوري المحترفين الإيطالي ليلعب الآن في دوري الدرجة الرابعة وهي أول درجة بعد دوري الهواة!
باع بارما ألقابه وكؤوسه في مزاد! كأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا وعلامة النادي التجارية ومكتبة النادي ومواده الإعلامية! حتى باص اللاعبين وسيارة النادي باعوها بـ 20 ألف يورو!
ديون النادي تؤدي لإفلاسه، وإفلاس النادي معناه شهادة وفاته، ويجب عليك وقتها تغيير اسم وشعار النادي وعلامته التجارية، ليكون في نظر القانون نادياً جديداً! بارما الآن اسمه بارما كالتشيو 1913! وقيمته السوقية 3 ملايين يورو! أي أقل من أندية نجران والفتح والفيصلي! ولم يجد أي شركة ترعاه غير مصنع للمكرونة!
قصة نادي بارما الذي كان شيئاً، وأصبح لا شيء ، مجرد كيان ميت، أهديها لمن يهمه الأمر بالقطاع الرياضي بالمملكة، فسرطان الكرة السعودية الآن هو «الديون»، وهي تأتي من اللاعبين ورواتبهم والبذخ الذي يتم كل عام تحت مسمى «صفقات سوبر»!
رواتب أندية السعودية تذهب 60 % منها للمحترفين الأجانب! الأهلي والهلال والاتحاد والنصر والشباب يدفعون رواتب للمحترفين الأجانب 17 مليون ريال! وللاعبين السعوديين 10 ملايين ريال، أي رواتب 27 مليون ريال.. كل شهر!
لذلك أصبحت الديون - لهؤلاء الخمسة فقط - 750 مليون ريال! أعرف أن قارئ المقال في منتهى الاندهاش، ولكن الانبهارات لم تنته بعد! القيمة السوقية للدوري السعودي بأكمله 81 مليون يورو! أي 340 مليون ريال!! أي نصف قيمة ديون أكبر 5 أندية فقط! دون إغفال ذكر باقي الأندية!
لوكاريللي !
قصة أخرى جميلة للاعب إيطالي في بارما اسمه «أليساندرو لوكاريللي» ، يحب النادي جداً، يعشقه! اللاعب عندما حدثت الأزمة ولم يأخذ راتبه لشهور، لم يرحل، وعندما بيعت غرف اللاعبين وأجهزتها كان يجمع قمصان وملابس زملائه ويغسلها في بيته!
القضاء حكم على بارما بالإفلاس وأصبح اللاعبون أحراراً في ترك النادي، هو الوحيد الذي لم يرحل واستمر مع الفريق في دوري الدرجة الرابعة، هذا اللاعب يبلغ 38 سنة! وجاء لبارما في سن 31 ! (فقط من يحب الكيان يكون في الأزمات قبل المسرات، وليس أول من يقفز من السفينة وقت العواصف).
قصة لوكاريللي للاعبي الماركات وأهديها أيضاً لأصحاب موضة الاستقالات الجماعية التي نراها كل يوم والآخر!