اللقاءات العائلية هي صلة وبركة عليك وعلى بني عمك، وإن اكتنفها عقبات فالصبر على على هذه العقبات من الضرورة بمكان لأنها مع إخلاص النية وحسن التعامل معها ستزول -بإذن الله تعالى - والشيطان -أعاذنا الله منه - منذ أن تطل هذه العقبات برأسها تجده يهولها لا لشيء إلا ليوقف هذه الاجتماعات ومن ثم تتوقف الصِّلة بينك وبين بني عمك.
وهذه اللقاءات لتستمر تحتاج إلى عدة عوامل منها تحديد مواعيد ثابتة لها وكذلك الحرص على البساطة في متطلبات كل لقاء بحيث يكون بين الجميع اتفاق على زوال الكلفة فيها لأن (من دوام الألفة زوال الكلفة)، وهذا يتأكد أكثر في النسوية منها والتي يسودها في الغالب التباهي والتكلفة، وَمِمَّا يساعد على استمرارية اللقاءات العائلية أيضا الحرص على ملاءمتها للجميع وأنا شخصيا أميل الى خلوها من الوعظ ومن التوجيه ومن (افعل ولا تفعل) وخلوها من أي فن خطابي ونحوه بل هي فرصة للترويح وسعة الصدر فالنفوس بين ساعة وساعة ومثل هذه اللقاءات هي لقاءات أُنسٍ ولهوٍ مباح، ولتستمر هذه اللقاءات العائلية لا بد من غض الطرف عن القصور - إن وجد - فأي عمل بشري قاصر مهما بلغ من الإعداد، كما يجب أن لا يميز أحد عن أحد وخاصة القرناء كالمتماثلين في العمر ونحوه أما توقير الكبير فلا خلاف عليه، وَمِمَّا يجعل اللقاءات العائلية تستمر هو خلوها من التعصب لأي فرع من العائلة بل من الضروري أن تكون جميع فروع العائلة سواسية كأسنان المشط، وأختم بعامل مهم جدا لاستمرار اللقاءات العائلية ألا وهو احترام الآراء المطروحة من قبل الجميع ومناقشتها وعدم تهميش أي رأي أو التقليل منه.
عوامل استمرار اللقاءات العائلية كثيرة لكن هذا ما تيسر لي وإلا فالحديث ذو شجون جمع الله شمل الجميع على خير.
- الرياض