موسكو - سعيد طانيوس:
بالتزامن مع التهديد المبطّن الذي وجهه وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف بضرب مواقع ومراكز المعارضة السورية, أنزل الروس هذا الأسبوع من دون ضجيج قوات برية ومظلية في ميناء طرطوس، لدعم أكثر من ثلاثة آلاف جندي روسي أرسلوا خلال الأسابيع الأخيرة، لإحياء زخم التنسيق مع الجيش السوري.. وهو مؤشر إضافي على احتمال استعداد موسكو لإطلاق عملية واسعة، قد تشمل الرقة، التي لا يريد الروس إخلاء الميدان فيها للأميركيين وللأكراد وحدهم، وأرياف حلب التي يضغط الإيرانيون لإطلاق عملية كبيرة حولها لقطع طريق الإمداد إلى شرقها واستعادة خان طومان، التي أصيبوا فيها بنكسة كبيرة.
وذكرت مصادر أمنية في موسكو لـ «الجزيرة» أن وزارة الدفاع أعادت إلى قاعدة حميميم هيئة الأركان، التي كانت تنسق عمليات الإسناد الجوي في الخريف الماضي، وأن هؤلاء بدأوا التحضير لعمليات جديدة نوعية تتميز ليس بكثافتها بل بنوعية شدّتها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد أن موسكو لم تتخلَ عن قرارها ضرب المجموعات المسلحة التي لم تلتحق بالهدنة في سوريا بحلول 25 أيار - مايو الماضي، مشيراً إلى أن واشنطن طلبت التأجيل، لكن المهلة الجديدة تنتهي هذا الأسبوع، فيما تحدث الوزير الروسي عن موافقة دمشق على عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، لو جرت هذه العمليات بالتنسيق مع سلاح الجو الروسي.
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية: «طلبت منا الولايات المتحدة تمديد المهلة عدة أيام، قبل سريان الخطة التي أعلنا عنها سابقاً، والتي سيصبح وفقها كل من لم ينضم للهدنة هدفاً مشروعاً بغض النظر عما إذا كان مدرجاً على قوائم الإرهابيين أم لا. لقد طلب منا الأميركيون منحهم بضعة أيام إضافية كي يقدموا ردهم لنا، فيما تنتهي مهلتنا الإضافية هذا الأسبوع».
وأكد لافروف أن «روسيا تحولت إلى مركز قوة حقيقي في الشرق الأوسط»، موضحاً أن القوات الجوية الروسية تمكنت خلال الأشهر الأولى من عمليتها في سوريا من إحداث نقلة نوعية في الوضع الميداني.