«الجزيرة» - فيينا - نواف المتعب - رويترز:
قال مصدر بارز في أوبك إن أعضاء المنظمة يسعون اليوم في فيينا لإحياء فكرة تنسيق تحرك مشترك بشأن إنتاج النفط من قِبل كبار المنتجين.
وأضاف المصدر: مجلس التعاون الخليجي يتطلع لعمل منسق خلال الاجتماع.
وقال مصدر آخر على دراية بالتوجهات الإيرانية إن طهران لا ترغب في مناقشة تثبيت الإنتاج حيث لم تصل بعد إلى مستويات الإنتاج التي كانت تسجلها قبل فرض العقوبات عليها.
وفي تعليقه على المشهد الحالي لأسواق النفط والأسعار قال لـ»الجزيرة»: الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي إن المخزون التجاري ارتفع إلى مستويات قياسية في الشهور الأخيرة لعدة أسباب أهمها انخفاض أسعار الفائدة في الوقت الذي كان فيه الفرق بين الأسعار المستقبلية أكبر من تكلفة المخزون، خصوصاً أن دول أوبك تبيع النفط لعملائها بأسعار منخفضة.. وهذه الظروف حولت تخزين النفط إلى فرصة استثمارية.. ولا يمكن أن تكون زيادة المخزون مرتبطة بانخفاض الطاقة الإنتاجية الفائضة، مستشهداً بأن المملكة التي اختارت وجود طاقة فائضة والذي يُعتبر قراراً إستراتيجياً، بينما بناء المخزون التجاري هو قرار من القطاع الخاص هدفه الربح. حيث تشير البيانات إلى أن المستثمرين يبنون طاقة إنتاجية لوقت السلم، ولا يستثمرون لوقت الحروب والأزمات. وأهم دليل على ذلك هو شح الإمدادات وقت الحروب والأزمات.
وحول تفاجؤ بعض المراقبين بارتفاع صادرات إيران والأسعار، بعدما توقعوا انخفاض الأسعار مع زيادة إنتاج إيران، قال الحجي بأن المراقبين لم ينتبهوا إلى أن جزءاً من النفط الإيراني كان موجوداً في السوق حتى قبل رفع العقوبات.
ويعزز ذلك التقارير الشهرية لأوبك التي أوضحت أن تقديرات المراقبين لإنتاج إيران أقل من أرقام الحكومة الإيرانية التي قدمتها لأوبك، إلا أن هذه التقديرات توافقت الشهر قبل الماضي.. فأين ذهب الفرق في الشهور السابقة؟.. ويفيد تقرير أوبك أن الأرقام التي قدمتها حكومة إيران للمنظمة أكبر مما قدّره المراقبون، بينما تشير بيانات التقرير إلى أن العكس حصل في العراق في الفترة نفسها.. وأضاف: ما أعلنته الحكومة أقل مما يراه المراقبون على أنه نفط عراقي بيع في الأسواق.. فالسؤال يبقى قائماً: من أين جاء هذا النفط الذي لم تعترف به الحكومة العراقية؟.. وتابع الحجي: ثورة النفط الأمريكية شطرت أوبك إلى قسمين.. قسم خسر سوقه في الولايات المتحدة، وقسم لم يخسر.. فقامت الدول التي خسرت سوقها بالبحث عن أسواق جديدة وبدأت تنافس دول أوبك الأخرى في أسواقها التقليدية.
واختتم الحجي بقوله: المملكة في اجتماع الدوحة الأخير أطلقت رصاصة الرحمة على أوبك لأن الاتفاق غير ممكن من جهة، كما أن المملكة لم تعد تحتاج إلى أوبك من جهة أخرى.. ولعل تخصيص جزء من أرامكو والتركيز على عمليات التكرير هي أدلة واضحة على أن المملكة ليست بحاجة إلى أوبك.