فهد عبدالله العجلان
الحكم الابتدائي الذي صدر بإعدام14 شخصاً أدينوا بالإرهاب، وعقوبات بالسجن لآخرين في منطقة القطيف، جاء رسالة حاسمة من المملكة العربية السعودية, أنها تملك عينين واضحتين لرؤية وتحديد الإرهاب والإرهابيين, فلا اعتبار للمذهب ولا المنطقة ولا أية خلفيات أخرى, فالإرهابيون يقوضون استقرار الوطن أجمع دون تفرقة وتمييز، ولذا فإنهم ملة واحدة !
التشكيل المسلح الذي ضم 24 إرهابيا في قرية العوامية والمدان بتهم إطلاق النار على رجال الأمن والمواطنين والمقيمين وإزهاق أرواح عدد منهم, وإتلاف عدد من الممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتخريب وترويج المخدرات، والسطو على المحلات والسيارات، بالإضافة إلى السطو على سيارة لنقل الأموال والاعتداء على العمالة وسلبها, هذه العصابة تمثل إرهابا منظما وخطيرا حين يستشري في المجتمع فإنه يقوض الأمن والاستقرار، ويحول المجتمع إلى غابة من الدماء، لاسيادة فيها إلا لمن يقتل أكثر.
هذه العصابة الإرهابية، مرت بإجراءات تقاض شفافة وواضحة، بدأت بمرحلة عرض الدعوى على المتهمين أنفسهم، وخلال هذه الفترة يمكن لجميع المتهمين الرد مباشرة أو من خلال محام يتم توكيله من قبلهم, كما أن للمتهمين الحق في توكيل محام عن طريق وزارة العدل التي تتولى الأعباء المالية للمحامي. ولإتمام الشفافية في المحاكمة، يتم عرض جواب المدعى عليه على المدعي العام ومناقشته في حيثياته، إلى أن تصل الإجراءات المتسلسلة إلى عرض الأدلة، ومناقشتها مع المدعى عليه والمدعي العام ليصدر النطق بالحكم الابتدائي الذي هو خاضع للاستئناف، ومن يتأمل جميع الأحكام التي صدرت من المحكمة الجزائية المتخصصة، يقرأ تسبيباً دقيقا يقود إلى الحكم الصحيح الذي يراعي العدالة ويحققها.
من المنصف اليوم، لمن يكتبون ويشاركون ويرصدون قضايا الإرهاب في المملكة، أن يطلعوا على مسار العدالة الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب، وهو مسار معلن وواضح دون غموض, لأن التسييس الذي تواجهه المملكة من قبل كتَّاب ووسائل إعلام ومنظمات دولية يمثل في كنهه دعما للإرهابيين وتقوية لهم - بقصد أو دون قصد - يتسبب ليس في زعزعة استقرار المملكة فحسب بل العالم أجمع !
لن يُهزم الإرهاب أمام حزم العالم وحسمه إلا بالإصرار والاستمرار في محاصرة الإرهابيين، والضرب بيد من حديد على أياديهم ومن يدعمهم من دول وأحزاب باتت تجاهر أمام العالم بجرائمها. الإرهابيون أنفسهم أدركوا أن تعاونهم مع بعضهم البعض بغض النظر عن مرجعياتهم يحميهم ويؤمن جرائمهم واستمرار عملياتهم، لأن بقاء أحدهم يعزز وجود الآخر، وهو ما يفسر كثيراً مما يشهد به الواقع من احتضان إيران لقيادات منظمة القاعدة الإرهابية، والدعم الخفي الذي تناله داعش من نظامي بشار والملالي !