تونس - فرح التومي:
مع انطلاق فصل الصيف وبدء توافد الأعداد الأولى من السياح على تونس، وتفادياً لوقوع أي عملية إرهابية، كثفت الوحدات الأمنية والعسكرية من تحرياتها ومراقبتها لمداخل المدن والشوارع الرئيسة بالليل والنهار فيما تضاعفت طلعات الاستطلاع التي تؤمنها طائرات الجيش فوق الجبال والمرتفعات التي تأكد أن مجموعات إرهابية لا تزال تتحصن بها إلى اليوم مما يشكل خطراً محدقاً بأمن البلاد والعباد.
وفي إطار حربها على الإرهاب، تمكنت وحدات الحرس الوطني بسوسة من الكشف عن خلية إرهابية تتكون من تسعة عناصر سلفية تكفيرية تتولى استقطاب الشبان من خلال الاجتماعات بالمساجد وبواسطة أشرطة فيديو تمجّد الجماعات الإرهابية وتكفّر أعوان الأمن. وأفادت وزارة الداخلية ليلة أمس أن هذه الخلية تعمل على تسفير الشبان إلى بؤر التوتر للالتحاق بالجماعات الإرهابية وسبق لها تسفير عناصر سلفية تكفيرية أصيلة الجهة سنة 2012 إلى سوريا، حيث لاقت حتفها خلال مشاركتها في القتال مع الجماعات الإرهابية.
سياسياً، تتواتر مواقف الجبهات والأحزاب السياسية بشأن مبادرة رئيس الجمهورية المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأطراف السياسية وكبريات المنظمات الوطنية، حيث قررت الهيئة السياسية لحركة نداء تونس قبول المبادرة ودعوة كل الأحزاب السياسية الوطنية إلى عقد حوار للانطلاق في مشاورات حول تكوين هذه الحكومة. وأكد القيادي بالحركة عبد العزيز القطي أنه قد تقرر خلال اجتماع الهيئة السياسية للنداء تبني مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤكداً أن الحركة تعلن عن استعدادها للدخول في حوار مع الأحزاب السياسية الوطنية للانطلاق في مشاورات حول تكوين حكومة وحدة وطنية.
وقال إن النداء يدعو كل الأطراف الوطنية إلى تغليب المصلحة الوطنية بقبول هذه المبادرة المقترحة من رئيس الدولة. كما أعلنت الحركة عن تبنيها الكامل لمبادرة رئيس الجمهورية الداعية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تساندها وتشارك فيها وتدعمها كافة مكونات المشهد السياسي والحزبي والمدني وفي مقدمتها أحزاب الائتلاف الحاكم ودعا النداء بقية الأحزاب الوطنية والديمقراطية واتحاد الشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والشخصيات الوطنية أيا كان موقعها إلى المشاركة في حوار وطني لبلورة ملامح هذه الحكومة.