لمَ لا يكون في جوف كل منا دلو ماء ؟
يسكبه على كل شيء يعترض طريق العلاقات والسعادة وقربنا
لمَ أصبحنا نفتقد السماح ؟
لمَ الرحيل أصبح خيارنا المحتوم ؟
فتتلاشى أشياء حياتنا الجميلة بالغضب
ماذا عن ما مضى لنا سوياً .. لمَ لانسكب العفو على أخطائهم
وأن بقيت فينا فلا تكن باقية لتبعدنا
كونَنَا كائنات فوق هذه المستديرة فنحن معرضون للكبد..!
حتى في أحب الحاجات الينا
لا تدعوا دلو الماء يفرغ من السماح , فلو فرغ لن تستطيع سكبه
ألا يكفينا جفاءً افتقدنا أمورا كانت حميمة فلم نعد نتحدث لبعضنا كثيراً
اشتقنا لأصواتنا ولمداعبة أطفالنا
لم نعد نسأل والدينا عن ما أهمهم
لم نعد نرى ملامحهم كفاية ولم نعد نعرف حتى ماذا نوَد وماذا نكره
تساوت في أنفسنا هذه المشاعر
لمَ أصبح الآخرون أقرب من الأولون ؟
لم نعد نحلُم على بعضنا البعض
نصرخ في أتفه الأمور
نبكي مختبئين
نُظهر أننا أقوياء ونحن كاذبون
نكره أن نبوح بمشاعرنا الجميلة خوف أن يقولوا ضعفاء
ماذا سنأخذ معنا في نهاية هذه الفانية
هل نحن جيدون كفاية حتى نضمن التقاء الجنة
دلو الماء الذي في جوفي سأملؤه ريثما يفرغ بعطف البقاء
حتى لا أمضي حزينة فاقدة وممتلّة .
لا تستهينوا بالفراق واسكبوا على كل سبب دلو ماء
فهو يفعل بنا مثلما تفعله السكين
ينحر فينا الفرح فننزف حتى نجف ونموت آسفين
نعم .. نحن بشر لسنا ملائكة نتحمل فوق طاقتنا
لكننا أيضا لسنا شياطين حتى تتلبسنا القسوة
قابلوا كل عتاب بدلو ماء وإياكم أن يكون هناك فجوة
بعدها يحدث الفراق .
- شروق سعد العبدان