فتاة حباها الله من الجمال الشيء الذي جعل الكثيرات يغرن منها، لم يطغها جمالها كغيرها بل اتصفت بالتواضع ولين الجانب وحسن الخلق والتواضع، وقبل هذا وذاك تحلت بالدين والتزمت به قولا وعملا وتلك المميزات وغيرها جعلتها تحظى بحب الكثيرات من قريباتها ورفيقاتها عاشت مع أسرتها الوالدين والأشقاء والشقيقات كانت تتمنى الخير لشقيقاتها وتفضلهن على نفسها في كل أمركسائر الفتيات كانت لها أحلامها وطموحاتها في العديد من أمور الدنيا والآخرة ومنها رضا الله ثم رضا الوالدين والحلم الذي تحلم فيه كل فتاة ان تتزوج وترى ذريتها أمامها وهي مؤمنة بقضاء الله والنصيب بيده سبحانه وتعالى.
شاءت إرادة الله أن تصاب بمرض (البهاق ) وهو مرض يصيب البشرة كانت وما زالت راضية قانعة بما كتبه الله وتدعو الله أن يشفيها منه
لم تكن تعلم بأن ما كتبه الله عليها وأصابتها بهذا المرض سوف يقلب حياتها رأسا على عقب وخصوصا ما يتعلق بعلاقتها بأسرتها الذين مع الأسف تغير تعاملهم لها حيث أصبحوا يجبرونها على البقاء في غرفتها بحجة وعذر واه لا يقره عاقل بأن إصابتها بالمرض سوف يتسبب في قطع رزق شقيقاتها لكون من يشاهدها سوف يعزف عن الزواج من شقيقاتها معتقدين أنهن مثلها مصابات بنفس المرض!!
كانت راضية بتصرفهم هذا ولم تدخل معهم في نقاشات بل تقديرا منها لوالديها وطاعتهما أصبحت عندما يحضر الضيوف تمكث في غرفتها مغلوبة على أمرها صابرة شاكرة ترفع يديها باستمرار لربها بأن يشفيها ويفرج همها الذي استجاب دعاءها، وبعد فترة ليست بالطويلة تقدم أحد الشبان لخطبتها حاول أهلها عرض شقيقاتها بدلا منها لكونها مصابة بالمرض قال أعلم ذلك، وأنا أريدها وراض بها حتى لو كان لديها أي مرض.
زفت الشابة الخلوق لعريسها وعاش الاثنان حياة يغبطهما فيها الكثيرون حيث واصلت العلاج من المرض بمباركة ومساعدة من زوجها حيث من الله عليها بالشفاء وازدادت جمالا فقد أكرمها الله بالشفاء لرضاها بما كتب عليها ولم تعترض.
عاش الزوجان حياة سعيدة هانئة حيث من الله عليهم بالذرية التي زادت من تقاربهما وحبهما لبعض تاركين للآخرين الحقد والغيرة والحسد التي تحرق قلوبهم ولا يشعر بنارها الا هم ومن يتصف بتلك الصفات، فمن يتصفون بها هم مرضى، وسيظلون كذلك إلى الأبد اذا لم يتوبوا إلى الله.
- محمد عبدالعزيز اليحيا
Mhd1999@hotmail.com