لا شك أن وجود توجه رسمي نحو احتضان الموهبة وتنميتها ووضع الخطط والاستراتيجيات والدراسات المتخصصة في هذا المجال تخلق مناخا وأجواء ملائمة لولادة المواهب و انقداح الإبداع والموهبة واستنباتها، ولكن ما زال ذلك التوجه تئيداً ووليداً ويحتاج إلى (زيادة ترسيخ) حتى يتأكد كمبدأ ورسالة ودور تضطلع به كافة المؤسسات الثقافية كي نرى مواهب تنشق عن شرنقتها لترى النور وترسم مستقبلاً مشرقاً ليفيد المبدعون الشباب من تلك المنابر التي أصبح كثيرٌ منها حكراً على كبار المثقفين والمتنفذين ثقافياً ولا يجد فيها الشاب المبدع ملاذاً لإبداعاته.
ولهذا تتكلس وتضعف تلك المؤسسات التي لا تفتح نافذة للشباب في قراراتها وفعالياتها ومنجزاتها الثقافية، إذاً فدور المؤسسة الثقافية في احتضان المواهب مهم ويمثل حجز الزاوية في رسالة كل دائرة ثقافية لا تتوجس خيفة من الشباب بل تعطيهم الثقة لتجني الثمرة وتحقق الهدف.
كما يجب على المبدع أيضاً أن يقدم نفسه بالشكل المطلوب ويعرض موهبته على قنوات التواصل المتاحة ليتمكن المهتمون من التواصل معه والتعرف على موهبته.
ولا شك أن وجود توجه نوعي لاحتواء المواهب الشابة لو دخل حيز التنفيذ في خطوةٍ رائدة من المعنيين سيكون كفيلاً بتأسيس حركة أدبية واعدة.
وتوجهاً ثقافياً جديداً يُعنى باكتشاف جيل مبدع و موهوب وفتح قناة اتصال واقعية بين الأدباء الشباب وبين أحلامهم الأدبية، ولاسيما في هذا الوقت الذي أشرعت فيه أبواب التخاطب الفكري وأصبح الحوار الثقافي فيه توجها معلناً ومطلباً أساسياً.
عموماً.. فإن وجود مثل تلك المشاريع والمبادرات الثقافية كفيلة بأن تفتح الطريق أمام رؤيةٍ أكثر إشراقاً، واهتماماً بالموهوبين والمبدعين الشباب.
والمأمول أن يأخذ هذا التوجه حيز اهتمام من كافة الأندية الأدبية وكل المؤسسات ذات العلاقة وأن نلفت انتباه صاحب القرار ليجعل للشباب المبدع حظاً وافراً من حِزم القرارات الثقافية فشبابنا مبدعون فلنستمع لهم.
- عبدالرحمن الجاسر