قال المؤرخ جورج سارتون: قامت الحضارة العربية والإسلامية وتدهورت بالمسلمين»دون الإسلام»، فالإسلام قيم، ونظم وتشريع وإنسانيات. إن العرب قادوا الإنسانية في مرحلتين حضاريتين، مرة قبل اليونان والرومان في الحضارة الإنسانية الأولى، وهي بمثابة الأم لبقية الحضارات، ومرة ثانية في ظل الإسلام، فلا يستبعد أن يقود العرب الحضارة الإنسانية للمرة الثالثة .
نشاهد في هذه المرحلة في عهد الملك سلمان حفظه الله منطلقا في رؤيته (2030) للحفاظ على تراث الجزيرة العربية ودورها القيادي يقود الحضارة الإنسانية للمرة الثالثة كما توقع المؤرخ سارتون من قرون ماضية. وكشف ولي ولي عهد الأمير محمد بن سلمان هذه الخطة وتفاصيلها على الأجهزة الإعلامية سائلين الله أن يديم على الوطن السعودي وقيادته الحكيمة نعمة الأمن والأمان والاستقرار. وأكد الملك سلمان في مجالسه المفتوحة بأن المجتمع السعودي متماسك وعلينا أن نربي شبابنا على أهمية بلادنا وموقعها الإستراتيجي.
إن الملك سلمان لديه الثقة بقدرته كإنسان، ومعرفة في بحوث الكون وعلوم السموات والأرض لذلك وافق سابقا على إيفاد نجله الأمير سلطان الى الفضاء لكشف ثقافة الكون وأطلق على سموه رائد الفضاء العربي الأول.وقدم لوالده معلومات دقيقة عن المنطقة الأرضية العربية وبالصور في الشرق العربي والتي هي مصدر التنافس الدولي غربا وشرقا من قرون سابقة.والحقيقة أن الملك سلمان كان الأب الحنون لأبنائه موجها إليهم خدمة الوطن للحفاظ على تراثه.
خلال عملي الصحفي كنت أتابع ما يصدر عن النظام الإيراني الشيعي من إنتقادات عدوانية على مضمون دين الإسلام السني الذي حمله رسول الله. وهذا النظام الشيعي يتدخل في الشأن الإسلامي ويكثر الفتن على رسالة الإسلام دون خجل وملل ولا احترام لرسالة الإسلام، كما يستغل عنوان الثورة الإسلامية وينشر الفتن بهدف السيطرة على العالم الإسلامي السليم علما بأن الثورة الإسلامية لا وجود لها في رسالة الله تعالى.
مع بدء الدعوة الإسلامية كان الجميع إخوة متضامنين وأصدقاء متحابين لا يختصمون ولا يقتتلون، ولا يكفر بعضهم بعضا، ولا يبغي أحد منهم على أحد.
وثبتت شريعة الإسلام بأنها الخاتمة للبشرية وليس بعدها رسالة أخرى، إنها دين العقل، والعلم والعدالة الإجتماعية والتسامح بين الأديان، وإقامة السلام العادل والإخاء بين الإنسان وأخيه الإنسان، وملأت الكون البشري نورا وإشراقا.وحررت الفكر والعقل البشري في قاراتها الخمس بلواء الحق، والعدل والنظام والأمن والرفاهية لتلك الشعوب التي أمنت برسالة الإسلام الوسطية النقية، والتي لم يكن لها به عهد من قبل .
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم جزيرة العرب مركزا للإسلام الدائم وعاصمته الخالدة مكة المكرمة، والمدينة المنورة باعتبارها مدينة الرسول التي انطلقت منها الدولة الإسلامية.ومكة يجب أن تكون بعيدة عن كل تشويش حتى لا يمسها أي أذى من أعداء أمة الإسلام باعتباره آخر الأديان.
وقال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.