«الجزيرة» - المحليات:
نظمت كراسي اليونسكو في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مقر منظمة اليونسكو بباريس ندوة علمية بعنوان «التعليم.. الإعلام.. والحوار.. مرتكزات للتعايش الإنساني ونبذ التطرف والإرهاب» بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين الفرنسيين ونظرائهم من أساتذة كراسي البحث بالجامعة، وقد استهدفت الندوة الإسهام في تعميق الفهم الصحيح للمشتركات الإنسانية من أجل تعزيز التعايش بين الأمم والشعوب، ومناهضة الكراهية، والعنف والإرهاب والتعبير عن الإمكانات المتميزة التي يتمتع بها الباحثون والمفكرون السعوديون، والتعريف بجهودهم التي تستهدف الإسهام في خدمة البشرية.
وافتتحت الندوة بحفل خطابي تحدث فيه وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي نائب رئيس مجلس كراسي البحث المشرف على الأمانة العامة للبرنامج الأستاذ فهد بن عبدالعزيز العسكر مبينًا المكانة الدولية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية انطلاقًا من المكانة الدولية للمملكة العربية السعودية مملكة العدل والسلام والدعوة للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب، موضحاً سعادته الشراكات العلمية والبحثية الدولية للجامعة ممثلة بكراسي اليونسكو وكراسي الحوار المقام بالشراكة مع جامعة السوربون باريس 1، وكرسي الملك عبدالعزيز بجامعة بولونيا.
وبين د.العسكر أن الندوة تأتي في إطار سعي الجامعة للقيام بما يقتضيه واجب المؤسسات والنخب الاكاديمية والعلمية من الإسهام في معالجة ما يواجه العالم من تحديات ومشكلات يمثل الغلو والتطرف والإرهاب أهمها، مشيرا إلى أن ذلك يتسق مع موقف المملكة الثابت من الإرهاب والداعي الى مواجهته بكافة السبل العلمية والفكرية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في مختلف دول العالم.
وكانت سعادة الدكتورة هيونق تشو رئيسة قسم السلام والتنمية المستدامة في منظمة اليونسكو قد ألقت كلمة رئيسة المنظمة إيرينا بوكوفا أعربت خلالها عن سعادة اليونسكو بتنظيم مثل هذه المناسبات التي تستهدف تأكيد المجتمع الدولي على الاهتمام بمواجهة الإرهاب معربة عن اعتزاز اليونسكو بعلاقاتها مع المؤسسات الجامعية في المملكة العربية السعودية ممثلة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من جانبه أكد المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد بن عبدالله الدريس على حرص المؤسسات الأكاديمية والجامعات في المملكة على الاستفادة من خبرات المنظمة وشبكة خبرائها مشيرا إلى أن كراسي اليونسكو بجامعة الإمام تمثل أحد أهم أوجه التعاون العلمي والبحثي بين المملكة العربية السعودية والمنظمة. مشيرًا إلى حيوية موضوع الندوة ودوره في التعبير عن عناية المملكة العربية السعودية في مواجهة المشكلات التي يواجهها العالم.
وبعد ذلك بدأت أعمال الندوة التي تكونت من جلستين، وقد رأس الجلسة الأولى المندوب الدائم لجمهورية اليمن في منظمة اليونسكو الدكتور أحمد الصياد، وعرضت في هذه الجلسة ثلاث أوراق علمية، حيث قدم أ.د.عبدالمحسن بن محمد السميح، أستاذ كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي في المملكة ورقة حول «التعليم من أجل التنمية المستدامة: آفاق مستحدثة» وقدمت الدكتورة دومونيك دو كورسيل رئيسة قسم الفلسفة والتاريخ في المركز الوطني للأبحاث في ليون، وأستاذة الحضارات والتاريخ في جامعة دوفين في باريس ورقة بعنوان «التعليم في الألفية الجديدة بين الهويات الوطنية والمشتركات الإنسانية»، فيما قدم الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود أستاذ كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي ورقة حول «الإعلام الاجتماعي والسلم الأهلي: الأدوار المنتظرة»
أما الجلسة الثانية فقد رأستها سمو الشيخة وفاء آل خليفة المندوبة الدائمة لمملكة البحرين في منظمة اليونسكو وفيها قدمت ثلاث أوراق بدأها الدكتور فريدريك تريفييل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات في جامعة سيرجي بونتوزا بورقة بعنوان «الإعلام الجديد ومسؤولية التفاهم الإنساني»، ثم قدم الدكتور عبدالله بن محمد الرفاعي أستاذ كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات ورقة بعنوان «إشكاليات الحوار: الحوار الإسلامي الغربي: هل ما يزال الحوار فعالاً؟»، وأخيرا قدم الدكتور ستيفيان لاكوروا أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الشرق الأوسط والجماعات الإسلامية ورقة علمية بعنوان «المعالجة الفكرية للتطرف والإرهاب: مراجعة نقدية».