«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اعتاد البعض من المواطنين في الأحساء التسوق قبل موعد الإفطار.. وهذه عادة تعود عليها الكثير من أبناء مدن الأحساء الهفوف والمبرز والعيون والعمران وحتى البلدات الكبيرة كالجفر والطرف والمراح وحتى القرى. يجذبهم إلى هذه العادة انتشار أسواق ما قبل الإفطار. وهي أسواق أشبه ما تكون بالأسواق الشعبية الشهيرة في الأحساء سوق الخميس بالهفوف والأربعاء بالمبرز ولكنها بشكل مصغر ومحدودة المساحة وتختصر على أنواع معينة من المنتجات والبضائع وأهمها الفواكه والخضار والورقيات والمأكولات الشعبية والحلويات التي اشتهرت بها الأحساء منذ القدم.
وتمتاز هذه الأسواق ما قبل موعد الإفطار بأسعارها المناسبة والمشجعة بإغراء لا يقاوم خصوصا الورقيات والمأكولات الشعبية التي يقبل عليها أهالي المنطقة ويتوارثها الأبناء عن الأجداد وصولا للأحفاد.
والجميل في هذه الأسواق أنك تستطيع أن (تكاسر) البائع وتساومه وفي النهاية سوف تقبل بسعره البسيط في العادة أو أنه يزيدك ربطة فجل أو كزبرة أو كم حبة (سمبوسة) المهم أنك تحمل ما اشتريته وأنت أكثر من سعيد لما بدر من هذا البائع البسيط.
والكثير من رواد هذه الأسواق يأتون وفي خاطرهم أن يشتري بعض الورقيات أو الخضار، ولكنه يعود محملاً بأشياء كثيرة لم تكن في حسبانه ولا تصوره.
فما يشاهده في السوق من معروضات ومنتجات طبيعية وطازجة تغريه بالشراء. والعودة بما ثقل وزنه وقلت قيمته..؟! في هذه الأسواق ما قبل الإفطار تستطيع أن تشتري بمائة ريال ما قد يكون سعره في المجمعات والمولات بضعف السعر.. ومن المظاهر المشاهدة في هذه الأسواق هو إقبال المقيمين في الأحساء على التردد عليها. حيث توفر لهم هذه الأسواق كافة احتياجاتهم من مستلزمات ومواد غذائية وحتى استهلاكية متنوعة وبالذات المأكولات التي تحمل طابع شهر رمضان المبارك. كاللقيمات والسمبوسة وخبز الرقاق (المسح) المصنوع في البيوت أو حتى المنتج في المخابز الحديثة.. وتجد في هذه الأسواق بعض المشروبات الرمضانية الجاهزة وحتى من يبيع مختلف أنواع المخبوزات والحلويات القديمة والجديدة.. إلى جانب توفر كل ما يحتاجه المواطن والمقيم من أدوات منزلية أو تموينية أو استهلاكية وحتى الملابس هناك من يعرضها في بسطته. بأنواعها الملابس الداخلية من سراويل وهافات وفنايل وثياب نوم.
وبصورة عامة يعتبر الإقبال على أسواق ما قبل الإفطار في مدن الأحساء. إقبالا كبيرا تنامى عاما بعد عام مع تزايد أعداد المواطنين والمقيمين فيها بصورة لافتة كونهم يجدون فيها بغيتهم وفرصة سانحة للتسوق والتمشية قبل موعد الإفطار. والأحساء والحق يقال شهدت في السنوات الأخيرة طفرة لا مثيل لها في مختلف المجالات ومن حيث اتساعها.