«الجزيرة» - الاقتصاد:
تعمل شركة «أيه جيه فارما» للأدوية (مقرّها ماليزيا) على وضع لقاح حلال ضدّ شلل الأطفال بهدف تجاوز كافة المخاوف التي تحول دون إقبال الأهالي في بعض البلدان الإسلامية على تطعيم أبنائهم وهو الأمر الذي يعرضهم لمشاكل صحية خطيرة قد تصل إلى الموت.
كما تواجه هذه الصناعة عدة تحديات تجعل من خروج منتج يحمل تصديق «لقاح حلال» ليس بالأمر السهل.
تبسم خان، المدير التنفيذي لـ «أيه جيه فارما» تحدث لبوابة السلام عن هذه الصناعة قائلا: إن هناك وجهات نظر مختلفة لتصنيف اللقاحات الحلال، وقد تختلف هذه المفاهيم حسب الأماكن الجغرافية أوحتى حسب نظرة الطبقات والفئات الاجتماعية.
وأضاف أنه تبيّن من دراسة قامت بها الشركة أنّ النظرة العامّة لدى المسلمين ترى أنّ اللقاحات الحلال ينبغي ألّا تتضمّن أيّ مخلفات للخنازير أو مواد كحولية.
«عندما طرحنا السؤال على أطباء خبراء في الدين الإسلامي، أضافوا نقطتين أساسيتين تركزت في أن تكون اللقاحات خالية من أيّ مصدر حيواني مصنّف بأنه غير حلال، وثانياً ألا تكون الموادّ المستعملة سامّة».
وأضاف: في تصوّر علماء الدين، لا يجدر أن تمسّ اللقاحات أيا من المواد المصنّفة بأنّها غير حلال خلال عمليات الإنتاج والتوزيع، بعض هؤلاء العلماء يفضّلون أن تتمّ عمليّة تجهيز اللقاح في أماكن مستقلة للتصنيع والتركيب لكيلا تحتكّ بأيّ من المكوّنات الأخرى الممنوعة.
قلق عالمي
كانت باكستان وأفغانستان قد قامتا بحملات تلقيح جماعية ضد شلل الأطفال، بعد أن كانت طالبان قد فرضت حظراً على هذه اللقاحات، ما أدّى الى قتل أكثر من 60 شخصاً منذ عام 2012م وقالت منظمة الصحة العالمية إنه على الدولتين تكثيف جهودهما في هذا السياق حيث إن معدلات انتشار فيروس شلل الأطفال بلغت مستويات تدعو إلى القلق بحسب بيان صادر عن المنظمة في أغسطس من العام الماضي.
عوامل الإنتاج
قال تبسم خان، في حواره لبوابة السلام إنه لا يوجد تعريف واحد موحّد للقاح الحلال وهذا الأمر يؤثر بالتالي على تصديق هذه اللقاحات، إذ إن هيئات التصديق متنوّعة حول العالم ولا توافق كلّها على معايير موحّدة.
كما أكد على أنه من أجل الوصول إلى حلّ، يمكننا أن نقول: إنّ معظم اللقاحات الحلال الموجودة في المراكز الطبّية تعكس معظم المفاهيم المذكورة، ربما باستثناء عملية فصل النباتات والأعشاب.
وكشف خان أنه لا توجد لقاحات حلال مرخّصة أو مصرح بها عالمياً حتى الآن، إلا أنه هناك لقاحات خالية من أيّ مادّة تحمل مشتقات الخنازير وهي متاحة بالأسواق، لكن ليس لديها شهادة صريحة معتمدة تشير إلى أنّها حلال.
رفض شعبي
لا تعد حركة طالبان بمثابة التحدّي الوحيد الذي تواجهه هاتان الدولتان. فالخوف من احتواء هذه التلقيحات على مكوّنات ليست حلالاً دفع بالعديد من الآباء والأمهات إلى عدم تلقيح أبنائهم ضد شلل الأطفال. وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت مئات الآباء في شمال غرب باكستان بعد أن رفضوا السماح للحكومة بتلقيح أطفالهم.
وقال خان إنه يجري العمل على تطوير تكنولوجيا للقاح الالتهاب السحائي الذي يستخدم كثيراً في فترة الحجّ من أجل ترخيصه «لقاح حلال».. كذلك يجري العمل على لقاحات أخرى لكن لا يمكن الكشف عنها في الوقت الحاضر.
تحديات
قال خان إن التحدّي الأكبر الذي يواجه صناعة اللقاحات الحلال هو الوقت والتكلفة ومحدودية المعرفة في هذا المجال.«نحن نحاول أن ننطلق من نقطة الصفر وأن نجد حلولاً تساعدنا على تسويق بعض اللقاحات الحلال في أقرب فرصة ممكنة.. وتظل هناك صعوبات قائمة في مجال صناعة اللقاحات بشكل عام تتضمن أنّنا نعمل على الجمع بين الجانب الجيني والجانب الطبّي لكي نتوصّل إلى شهادة موحّدة ومعيار واحد نتّفق جميعاً عليه».
وحول فرص نجاح طرح لقاح حلال في الأسواق قال: إن ذلك يشمل البحوث الأساسية، والدراسات ما قبل التجربة، ثم التجارب وأخيراً التسجيل. وأضاف ان مرحلة الدراسات تتطلب ما بين عامين وخمسة أعوام، أمّا الدراسات التطبيقية فتتطلّب بين أربعة إلى ثمانية أعوام، ثمّ يستغرق التسجيل من عام إلى عامين، ويمكن القول على هذا الأساس أن العمليّة تستغرق بين سبعة أعوام إلى خمسة عشر عاماً لكي يدخل اللقاح الى السوق.