«الجزيرة» - السيارات:
أشارت دراسة أمريكية، استخدمت تسجيلات مصورة داخل سيارات، إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع حوادث تصادم السيارات من الخلف، التي يكون سائقًا مراهقًا طرفًا فيها، وقعت عندما كان المراهق يركز في الهاتف المحمول أو راكب أو شيء آخر أكثر من الطريق.
ويقول الباحثون في دورية أبحاث السلامة إنه عندما كان التليفون هو سبب عدم تركيز المراهق كان وقت رد فعله أبطأ بشكل ملحوظ.
وقالت شير كارني من برنامج أبحاث سلامة وسائل النقل والمركبات في مركز السياسة العامة في جامعة أيوا: «جرت دراسات طبيعية عدة في الآونة الأخيرة عن قيادة السيارات، وأشارت إلى وجود عدم تركيز بشكل أكبر بكثير عما يرى غالبًا في بيانات الشرطة عن حوادث التصادم التي يتم الإبلاغ عنها. الأبحاث أظهرت أن السائقين الشبان يميلون لعدم التركيز بشكل أكبر من السائقين البالغين، كما أن لديهم ثقة مفرطة في قدراتهم بوصفهم قائدي سيارات، ويميلون لتحمل مخاطر أكبر مثل اختيار أن يصبحوا مشتتين في أوقات غير مناسبة».
واستخدم الباحثون بيانات من أكثر من 400 حادث تصادم من الخلف، كان سائقًا يتراوح عمره بين 16 و19 عامًا طرفًا فيها، وتم تصويره بمسجلات داخل السيارة، وذلك فيما بين عامَيْ 2007 و2013.
وتم إعداد الأجهزة بحيث تسجل الصورة والصوت وبيانات مقياس السرعة في حالة استخدام المكابح بشكل قوي، أو الانعطاف السريع بالسيارة، أو حدوث تصادم. ولم يركز الفريق إلا على الثواني الست السابقة لوقوع تصادم.
وقال الباحثون إنه في نحو 90 في المئة من الحوادث لم يكن قائد السيارة يركز بشكل كافٍ على الطريق أمامه، وكان استخدام الهاتف المحمول أو النظر إلى خارج السيارة أو النظر إلى سيارة أخرى أو التجمل أو الوصول إلى شيء في السيارة أكثر الأسباب لعدم التركيز على الطريق.
وبالنسبة لقائدي السيارات الذين يستخدمون هواتف محمولة استغرق الأشخاص الذين كانوا يكتبون رسائل نصية وقتًا للقيام برد فعل أطول ممن كانوا يستخدمون مكالمات صوتية. وقالت كارني: «المراهقون لم يعودوا يتكلمون في هواتفهم فقط؛ فهم يبعثون برسائل نصية وصورًا وفيديوهات، ويدخلون على انستجرام.. وكل ذلك وهم يقودون السيارة»!!
وقالت إنه لا يوجد حل واحد لعدم التركيز خلال القيادة، ولكن «لا بد من تغيير المعايير الاجتماعية المتعلقة بقبول استخدام الهاتف المحمول خلال قيادة السيارة، مثلما هو الحال بالنسبة للكحوليات. قبل جيل كان من المقبول الشرب وقيادة السيارة، أما الآن فلا».
وقالت كارني: «لا بد أن تساعد تكنولوجيات السيارات الجديدة، مثل المكابح الآلية والالتزام بحارة القيادة، على الحد من خطر وقوع تصادم ناجم عن التشتت عند حدوثه. وإضافة إلى ذلك على الآباء أن يصبحوا قدوة لأبنائهم من خلال عدم استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارات، وفرض تطبيق القواعد على قائدي السيارات من المراهقين».