تونس - فرح التومي:
لا تزال أخبار الحرب على الإرهاب التي كانت أعلنتها تونس منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تستأثر باهتمام الرأي العام والطبقة السياسية أيضا، وذلك على خلفية تأكد وجود تهديدات حقيقية على البلاد من طرف الجماعات المسلحة التي لم تعد تتخذ من الجبال والمرتفعات مخابئ لها بل إنها أضحت تتحصن بالمدن والأرياف داخل منازل لم تستطع القوات النظامية تحديدها بالضبط. ويتوجس التونسيون خيفة من إقدام الإرهابيين على تنفيذ احدى عملياتهم الشنيعة التي كان الأمن قد أحبط عددا كبيرا منها، إلا أن تتالي العمليات الهجومية للمسلحين المتطرفين خلال شهر رمضان منذ أكثر من ثلاثة أعوام جعل أغلب التونسيين بمن فيهم الأمن والجيش على قناعة بأن الضربة آتية لا ريب فيها خلال الشهر الكريم.
سياسيا، وفي إطار الجدل القائم حول خلافة الحبيب الصيد رئيس الحكومة في منصبه على رأس حكومة الوحدة الوطنية التي دعا إلى تشكيلها رئيس الدولة، بات من شبه المؤكد أن الصيد لن يستقيل بسهولة من على رأس فريقه الحكومي بالرغم من الدعوات المتكررة له بالانسحاب الفوري التي ما انفك أعضاء المكتب التنفيذي المؤقت لحركة نداء تونس يطلقونها. فبعد لقاء الحبيب الصيد برئيس الدولة الباجي قائد السبسي أمس الأول، قالت مصادر من الرئاسة بأن السبسي لم يتناول بالحديث مسالة الاستقالة بالمرة وأن اللقاء تعلق بالاتفاق على ضرورة التعجيل بتنفيذ الإصلاحات الكبرى، التي وعدت بها الحكومة وإنجاز المشاريع المعطلة. وكشفت ذات المصادر أن اجتماع رئيس الدولة برئيس الحكومة ركز الحديث خلاله على إمكانية إجراء تعديلات جزئية على حكومة الحبيب الصيد في وقت لاحق، وأن السبسي شدد على وجوب أن تراعي هذه التعديلات في حال إجراءها نتائج الانتخابات البرلمانية التي أفرزت نهاية سنة 2014 حركة نداء تونس في المرتبة الأولى، وحركة النهضة في المرتبة الثانية.