حائل - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد المشرف على كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية بجامعة حائل الدكتور خالد بن سليم الحربي أن الكراسي العلمية أحد أهم مكونات منظومات البحث العلمي الجامعي، مشيراً في حوار مع صحيفة «الجزيرة» أن كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية يهدف إلى أن يكون أحد الأذرع البحثية في الشأن الأمني وليؤهل ويسهم في استقطاب وتدريب الباحثين المختصين لإجراء الدراسات ذات البعد المعرفي - الأمني بالتعاون مع المهتمين من منسوبي وزارة الداخلية، الأمر الذي يسهل على متخذي القرار الوصول إلى المعلومة الدقيقة على أسس علمية صحيحة.. والدكتور خالد الحربي، عميداً لكلية الآداب والفنون بجامعة حائل، وحاصل على الدكتوراه في علم الإجرام، وله العديد من الأبحاث والدراسات في الشأن الأمني والاجتماعي، وفي مجال الوقاية من الجريمة ومكافحتها، وكذلك في مجال حقوق الإنسان، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية المتعلقة بمكافحة الجريمة، والمخدرات، والاتجار بالبشر، والعنف الأسري، وغيرها. وسيكون حديثنا معه حول ما له علاقة بإشرافه على كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية فإلى نص الحوار:
* بدايةً هل تحدثوننا عن رؤيتكم حول الكراسي العلمية في جامعات المملكة بوجهٍ عام؟
- كما تعلم فإن الكراسي العلمية تعد أحد أهم مكونات منظومات البحث العلمي الجامعي، ليس من حيث التمويل الذي يوفره كرسي البحث، وإنما من حيث استقطاب علماء يعملون في حدود المعرفة الإنسانية، ودعم الطلاب الموهوبين الذين يتابعون دراساتهم العليا، وتوفير بيئة علمية ملائمة ومحفزة لهم.
ونحن نعول على أن تسهم هذه الكراسي العلمية بإذن الله في الارتقاء بمكانة المملكة في البحث والتطوير وفي الابتكار والإبداع، وتعمل جامعة حائل على دعم الكراسي البحثية لتكون إبداعية متميزة في البحث والدراسات والتدريب والتطوير، وتسهم في إرساء مجتمع المعرفة وتأسيس شراكة استراتيجية مع المجتمع وتحقيق الريادة محلياً وإقليمياً ودولياً، بما ينعكس على خدمة الوطن والمواطن.
* وكيف تأسس كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية؟ وما رؤيته ورسالته؟
- إيماناً من مقام وزارة الداخلية بأهمية البناء والتطوير، ولما عُرف عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله ورعاه من اهتمام شديد بعلاج المشاكل الأمنية برؤية علمية رصينة وعلى أساس بحث ميداني معمق، ولكون الجامعات هي موطن العلماء، ومستقر الباحثين، وعنوان الدارسين، ولمبادرة جامعة حائل ممثلة بالأمانة العامة لكراسي البحث والوقف العلمي في تبني سموه كرسي (محمد بن نايف للدراسات الأمنية) ليكون الذراع البحثي في الشأن الأمني وليؤهل الدارسين ويدربهم ويستقطب الباحثين المختصين لإجراء الدراسات ذات البعد المعرفي - الأمني بالتعاون مع المهتمين من منسوبي وزارة الداخلية، الأمر الذي يسهل على متخذي القرار الوصول إلى المعلومة الدقيقة على أسس علمية صحيحة.
وتتمثل رؤية الكرسي في العمل على تحقيق الريادة محلياً وإقليمياً وعالمياً في الأبحاث والدراسات الأمنية. أما رسالة الكرسي فهي توفير البيئة الملائمة للبحث والتطوير بما يدعم جهود وزارة الداخلية الرامية إلى ضمان سلامة وأمن وطمأنينة المواطن والمقيم والزائر، ويسهم في بناء مجتمع المعرفة الداخلي، وينبري لحل الإشكاليات ومواجهة التحديات المحلية برؤية علمية متخصصة وعلى يد باحثين وعلماء ذوي خبرة ودراية عالية.
* وماالمجالات البحثية لهذا الكرسي؟
- تتعدد المجالات البحثية للكرسي لتشمل جميع ما يخدم الجوانب الأمنية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، وبفضل من الله، ودعم وتوجيه من معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، فقد طرح الكرسي مجموعة من المنح البحثية المقترحة من الهيئة العلمية للكرسي، وهي المرأة وقضايا التطرف الفكري، والاستقطاب والتجنيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والعود للانحراف الفكري، والتحولات الفكرية لدى الجماعات المتطرفة، وهي باكورة المشاريع البحثية لهذا العام.
* وما أبرز الإنجازات التي قدمها الكرسي حتى الآن، وهل هناك أبحاث علمية أُنجزت بدعم من الكرسي؟
- نظم الكرسي عدداً من الورش العلمية، والدراسات الأمنية ومنها الورشة التأسيسية لكرسي محمد بن نايف للدراسات الأمنية بمشاركة عدد من المتخصصين.
وخرجت الورشة بعدد من التوصيات أهمها حث الباحثين على استشراف الآفاق المتعلقة برسم استراتيجية أمنية - مجتمعية ذات خصوصية محلية ورؤية عالمية واعية، وتكوين شراكة بحثية بين الجامعات ووزارة الداخلية في مجال «الدراسات الأمنية» من خلال العمل على إيجاد بيئة داعمة وثرية، ودعم المعرفة المتخصصة في مجال الدراسات الأمنية وتعزيز الجوانب الإيجابية التطبيقية في مجال العلوم الأمنية، وعدم البعد عن الميدان من خلال ربط الدراسات البحثية بما يحدث من ظواهر وأسباب داخل المجتمع السعودي، أو على المستوى العالمي، والانطلاق من الواقع من خلال التعرف على الظواهر والأسباب والمشكلات الأمنية وإيجاد الحلول، والتركيز على دراسات الأداء الأمني لرجال الشرطة والأمن لتطوير أدائهم والتغلب على المشكلات والمعوقات التي تعوق عملهم، والتركيز على الموضوعية والابتكارية في الأبحاث من خلال التجديد في الموضوعات البحثية وطرق معالجتها، ودراسة الوعي الأمني والثقافة الأمنية لدى الشباب للتعرف على نقاط الضعف والتعرف على سبل تقويتها، وتركيز الدراسات البحثية على مفهوم الأمن الشامل ومجالاته المتعددة والمرتبطة بكافة مناشط حياة المواطن من خلال تحديد الأولويات المناسبة في الدراسات، والتركيز على الدراسات التقويمية (الكمية/النوعية) من خلال فرق بحثية متعددة التخصصات والمجالات للاستكشاف الحقيقي والشفاف في المشكلات الأمنية في المجتمع، وتخصيص محور بحثي في مجال الاختراقات الإلكترونية وخاصة الموجهة لتجنيد الشباب والمواطنين من الداخل لزعزعة الأمن الداخلي، ودراسة الظروف البيئية والمعيشية والمالية المتعلقة برجل الأمن، وكيف تؤثر في أدائه المهني والأسري والنفسي وسبل تأمين وتوفير أنسب هذه الظروف لتفرغه لعمله بفاعلية أكبر. كما أوصت الورشة بالتركيز على شرائح الشباب من خلال إشراكهم في البحوث والدراسات وتعزيز مفهوم الثقافة الأمنية لديهم والسماع منهم، والعناية بالجانب الأمني في جميع الأبحاث التي تتناول الجوانب الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والعناية بالجانب الميداني في إجراء الأبحاث ذات العلاقة بالبعد الأمني، والاستناد إلى نظريات الدفاع الاجتماعي التي تركز على أسباب الجريمة بقدر تركيزها على العقوبات، وأن تأخذ الظواهر الإرهابية عناية كيفية وكمية في الدراسات التي تتناول جميع أبعاد الظاهرة: الدينية، والنفسية، والتربوية، والسياسية، والاجتاعية، والفكرية، والبيولوجية.
* وماذا عن المشاريع التي يسعى الكرسي لدعمها مستقبلاً؟
- يسعى الكرسي لعقد عدد من الندوات والمحاضرات وورش العمل العلمية التي تخدم الأمن والمجتمع، ومن ذلك إقامة ورشة عمل بعنوان: (دور الأجهزة الأمنية في نشر الوعي الأمني)، بمشاركة مدراء الأجهزة الأمنية في منطقة حائل، وستنفذ من قبل مجموعة من الأساتذة المتخصصين. وكذلك إقامة ورشة عمل موجهة للمشرفين والمشرفات التربويين في منطقة حائل بعنوان: (دور المشرفين التربويين في تعزيز الأمن الفكري لدى طلاب التعليم العام)، بمشاركة مديري ومديرات الإشراف التربوي في منطقة حائل، وينفذها مجموعة من المتخصصين. كما سيقيم الكرسي محاضرة علمية تستهدف طلاب التعليم العام وطلاب جامعة حائل بعنوان: (وسائل تجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة وطرق الوقاية منها)، وكذلك محاضرة علمية تستهدف طلاب التعليم العام وطلاب جامعة حائل بعنوان: (دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الأمن الفكري). ولدى الكرسي مجموعة من الندوات والبرامج العلمية الأخرى التي سوف تنفذ في مطلع العام الهجري القادم بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة.
* هل أنتم راضون عن جهود الكراسي العلمية في الجامعات السعودية حتى الآن؟
- بشكل عام، فإن هناك جهوداً كبيرة تبذل، وهي محل تقديرنا واهتمامنا، إلا أننا لاحظنا غياب التنسيق بين الكراسي العلمية لتجنب التكرار والازدواجية في الأبحاث والدراسات التي تخدم الوطن والمواطن، والذي نتج عنه أننا في كرسي الأمير محمد بن نايف عقدنا اللقاء العلمي الأول لمشرفي الكراسي العلمية الأمنية.
والواقع أن الكراسي العلمية يُعول عليها الكثير في دعم متخذي القرار من خلال الدراسات التي تدعم من خلالها، إلا أننا نلاحظ أن الكراسي على الرغم من أهميتها إلا أن استمراريتها منوط بمشاركة الباحثين الجادين والمتميزين في الأبحاث التي تشرف عليها تلك الكراسي، وكذلك الدعم المادي والمعنوي لجهود هذه الكراسي.