بيروت - الأمم المتحدة - وكالات:
قطعت قوات سوريا الديموقراطية طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم داعش بين مناطق سيطرته في سوريا والحدود التركية، بعد تطويقها بالكامل الجمعة مدينة منبج في ريف حلب، في ضربة جديدة للمتطرفين. ودخلت الجمعة قافلة مساعدات تتضمن مواد غذائية إلى مدينة دوما المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقية، غداة دخول أول قافلة محملة بمساعدات غذائية إلى مدينة داريا منذ العام 2012، لكن كثافة القصف الجوي عرقلت عملية توزيعها.
في ريف محافظة حلب (شمال)، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين اكراد وعرب، بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية، الجمعة من تطويق مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم داعش بالكامل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد أن قطعت الطرق المتفرعة منها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن قوات سوريا الديموقراطية «تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج»، مشيرا إلى «قطع الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية». وبحسب المرصد، تم قطع الطرق كافة من وإلى منبج المتصلة بمناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم: شمالا نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، من الجهة الجنوبية الشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، غربا نحو مدينة الباب، أبرز معقل للجهاديين في محافظة حلب.
من جهة أخرى ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا على موقع تويتر أن قافلة مساعدات مشتركة دخلت الجمعة إلى مدينة دوما، تتضمن مساعدات غذائية وطبية وسواها من مستلزمات الطوارئ. وبحسب ما أورده الهلال الأحمر السوري على صفحته على موقع فيسبوك، فإن 39 شاحنة محملة «بمواد غذائية وغير غذائية وأدوية» دخلت إلى دوما بالتعاون مع الأمم المتحدة. وتحاصر قوات النظام منذ العام 2013 مدينة دوما في الغوطة الشرقية والتي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق. وبحسب المرصد، فإنها المرة الأولى التي يتم فيها إدخال مساعدات غذائية إلى المدينة منذ خريف 2013. ويأتي توزيع المساعدات في دوما بعد ساعات على إدخال الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري أول قافلة مساعدات تضم موادا غذائية إلى مدينة داريا ليل الخميس الجمعة منذ العام 2012. لكن القصف الجوي الكثيف لقوات النظام على المدينة الجمعة حال من دون توزيع المساعدات الغذائية، وفق المرصد الذي احصى القاء الطيران المروحي اكثر من عشرين برميلا متفجرا على احياء عدة في المدينة. وقال الناشط في المجلس المحلي لداريا شادي مطر لفرانس برس عبر الانترنت «لم يتم بعد توزيع المساعدات التي دخلت امس إلى المدينة بسبب كثافة القصف».
في نيويورك، اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة عن «استيائه الشديد» حيال قصف داريا وعرقلة توزيع المساعدات. وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك «إننا فعلا امام ازدواجية غير معقولة للنظام» السوري. وافاد برنامج الأغذية العالمي في بيان الجمعة بأنه قدم «حصصا غذائية تكفي لإطعام 2400 شخص لمدة شهر واحد».